في ذلك الوقت، اقتربت من المنطقة شاحنة صينية ضخمة كانت في طريقها إلى مدينة
سياتل. وإذ سمع قبطانها نداء الزوجين فقد تفتق ذهنه عن خطة بارعة لإنقاذهما. لقد
أدار سفينته بشكل جعل عرضها يقف بين مجرى الرياح والقارب الصغير فأدّى ذلك إلى دفعه
إلى قرب السفينة الضخمة، وهناك قام البحارة بتنزيل سلم من الحبال تسلقه الزوجان
بصعوبة مستخدمين آخر ما تبقى لديهما من قوة.
ومن ثمّ، قامت طائرة مروحية
بالتقاطهما من فوق سطح السفينة لنقلهما إلى مستشفى قريب على الشاطئ حيث تلقيا
الإسعافات الضرورية. أما القارب الشراعي فقد اعتبر مفقودا بعد أن عجز الباحثون عنه
من العثور عليه.
ولننظر الآن في أمر السفينة الصينية كيف استدارت بشكل جانبي لتقف في وجه
الرياح تصدّها عن القارب الصغير. إن ذلك يذكرنا بما فعله السيد المسيح على خشبة
الصليب من أجل الخطأة. هناك، حمل بجسده أخطاء كل الذين اختاروا أن يؤمنوا به.
إنّ غضب الله على الخطيئة اصطدم بجسد المسيح. إنّ الله قدوس وصالح ولا يترك خطيئة
واحدة في هذا العالم تمر دون عقاب، ولكن لأنّ الرب يسوع المسيح أحبنا، شاء أن
يخلصنا، فتقبّل العقاب الذي نستحقه نحن بموته هو على الصليب من
أجلنا.
في الرسالة الأولي لأهل كورنتيوس الإصحاح الخامس عشر تقول الآية
الثالثة: "أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا" ولأنه فعل هذا ،
فإن أسوأ الخطأة يمكنهم أن يتوجهوا إليه لقبول الغفران المجاني لخطاياهم. نعم إنه
مجاني، لأنه ثمنه قد دُفع مسبقاً. أفلا تؤمن أنت أيضاً بالرب يسوع بصفته
المخلص الوحيد للخطأة؟ إن أنت آمنت حقاً فما عليك إلا أن تردد كلمات هذه الترنيمة
مع كاتبها:
صوت العاصفة المدوّي قد سُـمِع؛
وهي تتحطّم عليك أيها
المسيح.
صدرك المفتوح كان درعي،
يصدّ الرياح عني.
جسدك امتلأ بالجروح،
ووجهك قد شـُـوِّه،
وكل ذلك ليغمرني سلامك الصافي.
النهاية
كتبها ب. ب.