وحدها هى التى تملك بالبر الذى أُعلن فى الصليب حيث إنصبّت الدينونة التى يستحقها الخاطئ على البديل الذى رضى طوعاً أن يموت فى مكانه. ولأجل هذا الدم الكريم المسفوك ينادى للمذنبين والأثمة بغفران مجانى. فالاستحقاق كله للرب وحده والمذنوبية كلها لنا نحن. ونحن أردياء بدرجة كافية تجعلنا نستحق الدينونة، والرب صالح بدرجة كافية حتى أنه جاء ليشرب كأس الدينونة لأجلنا وقد شربها حتى قرارها العكر وقال " قد أكمل ".

والله ليس عنده غير طريقين للتعامل مع الخطاة إما أن يعطيهم نصيبهم الذى يستحقونه بالتمام والكمال حتى آخر فلس إذا هم جاءوه على أساس استحقاقهم، وإما أن يعطيهم ما يستحقه المسيح بالتمام والكمال إذا هم جاءوه كمذنبين هالكين. من أجل ذلك طوبى للذى يستطيع أن يتغنى بالقول

قد وفى دينى
ربنا يسوع
  كله الحمل
إذ مات قد كمل

ولو أن القارئ استوعب لمحة عن ماهى النعمة لما تكلم أبداً عن شرٍ فيه يحول دون خلاصه.

لنفترض أن رجلاً وضع لافتة على منزله وكتب عليها هذه الكلمات:

[ يمكنك أن تتناول وجبة الإفطار مجاناً فى هذا البيت كل صباح، ومن الباب المجاور لهذا الباب تأخذ تذكرة مدفوعة الأجر لك، والدعوة مقدمة لكل الملونين والسود، وغير مسموح بالدخول بعد التاسعة صباحاً ].

sفأى شخص ملون أو أسود البشرة، صغيراً أم شيخاً، عبداً أم حراً، يمتنع عن الوقوف أمام الباب - ليأخذ التذكرة التى تؤهله لتناول طعام الإفطار - بحجة أنه أسود البشرة، نقول عنه أنه غبى، فكلما اسودت بشرتك صار لك الحق فى تذكرة مجانية.

ولكن إذا تقدم رجل أسود إلى باب الدخول دون أن يمر أولاً على الباب الذى يحصل منه على التذكرة. فهل سيندهش إذا مُنع من الدخول؟ وإذا ادّعى قائلاً لأننى أسود فقد رفضتم قبولى، فكلامه مرفوض لأنه غير صحيح، وإذا حاول أن يجادل كثيراً فلا نفع من جداله. ولا يجد أمامه غير الرفض والذهاب بعيداً. فالتذكرة هى التى تؤهله لتناول طعام الإفطار.

هناك كثيرون يفتكرون إنه لأن الجميع خطاة ولأنهم يسمعون أن الله يريد أن يخلص منهم جماعة تدخل السماء، فإنهم يظنون أن أفضل الخطاة وأحسنهم هم الذين يدخلون ويقولون فى أنفسهم إنه إن كان فلان هذا وفلان ذاك يدخلون السماء فأمامهم هم فرصة أفضل للدخول. لكن نريد أن يتيقن القارئ إن كان هو خاطئاً أمام الله فإن أفضل ما يدعيه وينسبه إلى نفسه لا يمكن أن يؤهله للسماء. إنه خاطئ وكفى. وكونه خاطئاً فهذا سبب كاف لأن يجعله يرمى بنفسه على أذرع المخلص. أما أهليته للسماء فهى هبة مجانية يقبلها من مخلصه.

" هذا يقبل خطاة " ( لوقا ١٥‏:٢ )

هذا عنوان منقوش على باب الرب يسوع. ولا يستطيع أحد أن يتعلل بأنه ردئ جداً. اقرأوا مرة أخرى " ليس أحد

٢٦     ٢٧