ألوف من الآيات . و هذا غير ما فى كتب أهل الكتاب من
الاخبار به . و هذه الاجناس الثلاثة غير ما فى شريعته
التى بعث بها ، و غير صفات أمته ، و غير ما بذل من المعرفة
بسيرته و أخلاقه و صفاته و أحواله . و هذا كله غير نصر
الله و إكرامه لمن آمن به ، و عقوبته و انتقامه ممن كفر
به ، كما فعل بالانبياء المتقدمين . فإن تعداد أعيان دلائل
النبوة مما لا يمكن بشرا الاحاطة به " . لكن القول
الفصل فى النبوة و المعجزة هو للقرآن وحده : فهل يشهد
القرآن لمحمد بمعجزة ؟
إن الواقع القرآنى المشهود هو " موقف القرآن السلبى
" من كل معجزة له .
و قد أوجز هذا الموقف السلبى زعيم أهل السيرة العلمية
فى عصرنا ، الاستاذ حسين هيكل فى ( حياة محمد ) : "
لم يرد فى كتاب الله ذكر لمعجزة أراد الله بها أن يؤمن
الناس كافة على اختلاف عصورهم ، برسالة محمد ، إلا القرآن
" . و هى مقالة زعيم أهل كتب الاعجاز ، الباقلانى
: " إن نبوة النبى صلعم معجزتها القرآن " .
فهى مقالة الاولينو الاخرين بالاجماع : ليس فى القرآن
من معجزة سوى اعجازه . فبحسب نص القرآن القاطع ، و اجماع
العلماء فيه ، ليس لمحمد من معجزة حسية تشهد لنبوته .
هناك اعجاز القرآن وحده يشهد له . و سنرى فى القسم الثانى
: هل يعتبر القرآن اعجازه معجزة له ؟ و هل يصلح الاعجاز
البيانى معجزة الهية فى النبوة للعالمين ؟
و قد فصل الاستاذ عزة دروزة " موقف القرآن السلبى
" من معجزة ، فى ( سيرة الرسول 1 : 225 – 226 ) .
قال : " وقف الزعماء ازاء هذا الموقف القرآنى من
تحديهم ، و أخذوا يطالبون النبى صلعم بالمعجزات والآيات
برهانا على صدق دعواه أولا ، ثم أخذوا يدعمون مطالبهم
بتحد آخر ، و هو سنة الانبياء السابقين الذين جاؤوا بالايات
و المعجزات ( الاسراء 90 – 93 ، الحجر 6 – 7 ، الفرقان
7 – 8 ، القصص 48 ، الانبياء 5 ) . و قد تكرر طلب الايات
من جانب الجاحدين ، أو بالاحرى زعمائهم ، كثيرا ، حتى
حكى القرآن المكى عنهم نحو خمس و عشرين مرة صريحة ، عدا
ما حكى عنهم من التحدى الضمنى ، و من التحدى بالاتيان
بالعذاب و استعجاله و السؤال عنه .
" و لا نعدو الحق اذا قلنا إن من المستفاد من الايات
القرآنية المكية أن الموقف تجاه هذا التحدى المتكرر كان
سلبيا ، غذغ ما استثنينا الاشارة إلى القرآن كآية كافية
، أو إلى احتوائه
|