- ١١٤ -

وأعطى للأقنوم الثالث لقب المقدس والمعزى ويجب أن تفهم كلها أسماء فدائية.

سابعاً - أنه بما أن الثلاثة أقانيم واحد فى ذاتها فهى واحد فى مشيئتها وغرضها وقوتها وأبديتها وفى سائر صفاتها.

ثامناً - أنه وإن كنا نجد فى الكتاب المقدس ما يفهم منه حسب الظاهر أن الآب أعظم من الإبن فذلك من جهة ناسوت الإبن لا غير أما الآب والإبن واحد فى الذات.

ويمكننا أن نعبر عن تعليم التثليث فى الوحدة الإلهية بما يأتى

" لا إله إلا الله الحى الحق الأزلى الأبدى بلا جسد ولا أجزاء ذو قدرة وحكمة وقداسة غير متناهية وهو خالق كل شىء وحافظ كل شىء منظور وغير منظور. وفى وحدة هذا الإله ثلاثة أقانيم الآب والإبن والروح القدس والثلاثة واحد وفى الذات والقدرة والأزلية آمين ".

والآن بعد أن رأينا أن تعليم الوحدة قد ذكر فى العهدين القديم والجديد وجب علينا أن نثبت أن وجود الثلاثة أقانيم فى الوحدة الإلهية قد أًُ علن أيضاً فى الكتاب المقدس.

إن المسيح نفسه قد أظهر ذلك وعلم أن تعليم الثالوث الأقدس

- ١١٥ -

فرض واجب على كل مسيحى أن يعتقد به لأنه قبل صعوده قال لتلاميذه عندما أرسلهم ليبشروا بالإنجيل فى جميع أنحاء العالم " دفع إلىّ كل سلطان فى السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس " ( متى 28 : 18 و19 ) وهنا يعلمنا المسيح أن الأقانيم ثلاثة ولكنهم واحد - هم ثلاثة ولكنهم متحدون فى الوحدة الإلهية وفى هذا المقام يظهر تعليم الثالوث جلياً لأنه من المستحيل أن نتصور أن الابن والروح القدس مشتركان مع الآب فى اسم الله العلى العظيم مع وجود تفاوت بينهم وقد بينا فى الفصل الأول من هذا الكتاب أن العهدين القديم والجديد قد شهدا بألوهية المسيح كلمة الله ولنترك شهادة ألوهية الآب إذ لا حاجة بنا إليها لأنها ليست موضع الشك ولأن كل صفحة من صفحات الكتاب المقدس تشهد له كما وأن هذا الكون يشهد له والآن سنبين أن الكتاب المقدس شهد أيضاً بألوهية الروح القدس وهنا يجب أن نعلم أن الروح القدس مساو للآب والإبن فى ذاتهما ومقامهما وقد ذكر المسيح فى بعض الآيات أن الروح القدس متحد به وبأبيه اتحاداً تاماً فى ( يوحنا 15 : 26 ) " ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذى