٦٦ عقيدة الثالوث القويمة

تموت ولكن كل كائن ذي روح وجسد يموت بانفصال الروح عن جسده فلا يصح أن نقول إذا أن الله مات ولا أن كلمته ماتت . وإنما نقول أن كلمته المتجسدة في شخص المسيح ماتت . وما زاد على ذلك فمن الشرير .

هكذا تم خلاص العالم . وعندما يدرك الخاطئ الكفارة يجد من خلالها أن الخطية هي ألد أعداء الإنسان فيبغضها كما يبغضها الله وأن الله بغفرانه لذلك الخاطئ لا يقترف أمرا غير أدبي لأنه مع المغفرة يمنح ذلك الإنسان حياة جديدة مملوءة برا وقداسة . أجل ، إن الله إذا غفر للخاطئ الذي لا يتوب عن شره يفعل إثما ـ وحاشا له ذلك لأنه يقوض بذلك الغفران أركان البر والقداسة .

ويمكننا أن نقول أن الصليب أعلن ماهية الخطيئة وزرع في القلوب بذور البغض لها وهكذا استخرج منها الخلاص . ففكر الإنسان بشأن الخطية عند الصليب هو فكر الله أيضا . وإلى هذا يشير الكتاب بقوله "ودم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية" . أجل إنه يطهر ضمير الإنسان ويقول له بما أنه قد أدرك حقيقة خطيته وحكم عليها فقد غفرها له الله وبرره وأعاده إلى سابق علاقته

عقيدة الثالوث القويمة ٦٧

معه . وبعبارة أخرى أنه صالحه مع نفسه وجعل في داخله سلاما ـ سلام الله الذي يفوق كل عقل .

وخلاصة القول أنه لا شئ في العالم كان يمكنه أن يحمل على إنقاذ الإنسان إلا قداسة الله الكاملة الأزلية . ولا شئ يمكنه أن يحتمل ما احتمله الله في المسيح سوى محبته الكاملة الأزلية . فالقداسة والمحبة ، والغضب والرأفة ، والعدل والرحمة ، قد اجتمعتا في الصليب .