لأن حقيقة كلام الإنسان مهما سمت لا يمكن أن تتمتع
بعصمة كلام الله ، و حكمها و حكمتها بحكم و حكمة كلام
الله . و الحقيقة المطلقة فى الكلام المخلوق لا تجعله
فى ذاته كلام الخالق ، فلابد من بينة خارجة عن الكلام
ذاته تدل على أنه كلام الله و أن النبى صادق فى نقله عن
ربه ، و هذه هى المعجزة النى يشهد بها الله لنبيه . و
لنا عودة الى هذا الموضوع كله .
ثالثا : موقف بعض المعاصرين الرجعيين
يقول عبد الرازاق نوفل 1 : " و معجزاته القولية
و الفعلية أكثر من معجزات جميع الأنبياء من آدم الى سيدنا
المسيح مجتمعة " .
و لا عجب فى ذلك فقد سبقه حجة الاسلام ، الغزالى ، كما
نقلناه عنه .
فما ينسبونه إلى محمد من معجزة فى القرآن و الحديث ،
" من المتأكد أنه ليس لهم سند من قرآن صريح أو حديث
صحيح " ، " و ليست هناك معجزة يؤكدها خبر قطعى ، مما نسب الى رسول الله " – كما نقلنا عن الاستاذ
عبد الله السمان . و قد نقلنا حملته الصادقة على أهل الحديث
، و على أهل السيرة ، و على أهل التفسير ، الذين يضللون
المسلمين ، و يثيرون سخرية المثقفين .
و كم هو منطقى وواقعى قول إمام الأزهر ، الشيخ المراغى
2 : " و من الحق ان المسلمين قد بلغ اختلافهم
بعد وفاة النبى حدا دعا الدعاة فيهم الى اختلاف الآلاف
المؤلفة من الأحاديث و الروايات ، حتى قال على : ما عندنا
كتاب نقرأه عليكم إلا ما فى القرآن ، و ما فى هذه الصحيفة
أخذتها من رسول الله فيها فرائض الصدقة ... أما مضرة الروايات
التى لا يقرها العقل و العلم فقد أصبحت واضحة ملموسة ...
و لقد كان صلعم حريصا على أن يقدر المسلمون أنه بشر مثلهم
يوحى اليه ، حتى كان لا يرضى أن تنسب اليه معجزة غير القرآن
، و يصارح أصحابه بذلك ... فالقرآن وحده معجزة محمد "
.
سنرى فى القسم الثانى هل يعتبر القرآن اعجازه معجزة
له ، بل هل يصح اعتماد اعجاز القرآن معجزة له . |