" إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم : انى أمدكم
بألف من الملائكة مردفين : و ما جعله الله إلا بشرى ،
و لتطمئن قلوبكم . و ما النصر إلا من عند الله … ( 9 –
10 ) . " إذا يغشيكم النعاس أمنة منه ،
" و ينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به و يذهب
عنكم رجز الشيطان و ليربط قلوبكم و يثبت به الأقدام (
11 ) .
" إذ يوحى ربك الى الملائكة : إنى معكم فثبتوا
الذين امنوا ، سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب . فاضربوا
فوق الاعناق ، و اضربوا منهم كل بنان ( 12 ) .
" فلم تقتلوهم ، و لكن الله قتلهم ! و ما رميت
، و لكن الله رمى ، و ليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا :
ان الله سميع عليم ( 17 ) .
" إذ يريكهم الله فى منامك قليلا ، و لو أراكم
كثيرا لفشلتم و لتنازعتم فى الامر ( 43 ) .
" و إذ يريكموهم ، إذ التقيتم فى اعينكم قليلا
و يقللكم فى اعينهم ، ليقضى الله امرا كان مفعولا . و
الى الله ترجع الأمور " ( 44 ) .
فى هذا الوصف القرآنى لمعركة بدر رأى المفسرون الأقدمون
فى قوله : " و ما رميت إذ رميت ، لكن الله رمى "
معجزة قال الجلالان : " و ما رميت يا محمد أعين القوم
اذ رميت بالحصى ، لأن كفا من الحصى لا يملأ عيون الجيش
الكثير برمته بشر ( و لكن الله رمى بإيصال ذلك اليهم ،
فعل ذلك ليقهر الكافرين " .
و قال البيضاوى : " روى أنه لما طلعت قريش من العقنقل
قال صلعم : هذه قريش جاءت بخيلائها و فخرها يكذبون رسولك
: اللهم انى اسألك ما وعدتنى . فأتاه جبريل و قال له :
خذ قبضة من تراب فارمهم بها . فلما التقى الجمعان تناول
كفا من الحصباء ، فرمى بها فى وجوههم و قال : شاهت الوجوه
! فلم يبق مشرك إلا شغل بعينه ، فانهزموا ، و ردفهم المؤمنون
يقتلونهم و يأسرونهم .
" ثم لما أنصرافوا أقبلوا على التفاخر ، فيقول
الرجل : قتلت و أسرت ! فنزلت : ( و ما رميت ) يا محمد
( إذ رميت ) أتيت بصورة الرمى ( و لكن الله رمى ) أتى
بما هو غاية الرمى ، فأوصلها الى أعينهم جميعا ، حتى انهزموا
و تمكنتم من قطع دابراهم . |