المعنى الثانى عبارة عن خوارق الكون و عجائب المخلوقات
.
المعنى الثالث عبارة عن المعجزات الحسية . و هى "
الآيات " المعجزات حصرا .
و يظهر المعنى المقصود من القرائن اللفظية و المعنوية
القريبة و البعيدة . و القرآن كله شاهد عدل على أن "
الآيات البينات " التى ينسبها القرآن لنفسه و لنبيه
هى آيات خطابية لا معجزات حسية ، بسبب موقفه السلبى العام
من كل معجزة ، و بسبب تصريحه القاطع أن المعجزات منعت
عن محمد منعا مطلقا : " و ما منعنا أن نرسل بالآيات
إلا أن كذب بها الأولون " ( الاسراء 59 ) .
ففى سورة ( البقرة ) يأتى التعبير " آيات بينات
" بالمعانى الثلاثة . فهو قد يعنى خوارق الطبيعة
: " إن فى خلق السموات و الأرض ... لآيات لقوم يعقلون
" ( 164 ) . و قد يعنى التعبير عند إسناده لموسى
و عيسى معنى المعجزات : " و لقد جاءكم موسى بالبينات
" ( 92 ) أى " المعجزات كالعصا و اليد و فلق
البحر " ( الجلالان ) ، و هو مثل قوله : " سل
بنى اسرائيل كم آتيناهم من آية بينة " ( 211 ) .
كذلك بالنسبة إلى عيسى : " و آتينا عيسى ابن مريم
البينات ، و أيدناه بروح قدس " ( 87 و 253 ) . لكن
إذ ينسب " الآيات " إلى محمد ، فالقرآن يشير
الى أنها آيات خطابية ، كما فى هذا الجدول : ( فى شرعة
الطلاق ) " و لا تتخذوا آيات الله هزوا ، و اذكروا
نعمة الله عليكم و ما أنزل عليكم من الكتاب و الحكمة يعظكم
به " ( 231 ) ، " و قال الذين لا يعلمون ( المشركون
) : لولا يكلمنا الله – أو تأتينا آية ( معجزة ) ؟ - كذلك
قال الذين من قبلهم مثل قولهم ، تشابهت قلوبهم : قد بينا
الآيات لقوم يؤمنون ، إنا أرسلناك بالحق بشيرا و نذيرا
" ( 118 – 119 ) : ففى التحدى و فى الجواب يظهر معنيان
لكلمة " آيات " ، فهم يتحدونه بمعجزات ، فيجيب
ببيان آيات الحق بشيرا و نذيرا . و رسالة محمد كلها تظهر
فى قوله : " كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم
آياتنا ، و يعلمكم الكتاب و الحكمة ، و يعلمكم ما لم تكونوا
تعلمون " ( 151 ) . فالآيات البينات عند محمد
تعليمية ، لا معجزات عملية حسية .
كذلك فى سورة ( آل عمران ) نجد المعانى الثلاثة لتعبير
" الآيات " . انها خوارق الطبيعة : " إن
فى خلق السماوات و الأرض ، و اختلاف الليل و النهار لآيات
لأولى الألباب " ( 190 ) . إنها معجزات الأنبياء
الأولين : " قال ( زكريا ) : رب اجعل لى آية ! –
قال : آيتك
|