و جعلنا آية النهار مبصرة " ( 12 ) . و انها عند
الأنبياء الأولين المعجزات الحسية دليل النبوة : "
و لقد آتينا موسى تسع آيات بينات " ( 101 ) . فالأنبياء
الأولون يجمعون الى الأقوال المعجزة أعمالهم المعجزة .
لكن عند محمد ليست " الآيات البينات " سوى أقوال
بيانية ، و ذلك لأن المعجزات منعت عنه منعا مبدئيا مطلقا
: " و ما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون
" (59). ولو كذبوا بها ، فقد كانت براهين الله على
صحة نبوتهم. وتحدوا محمداٍٍٍٍ بمثلها ، "وقالوا لن
نؤمن بك حتى..." ، فعجز وأقر بالعجز : " قل
: سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا " (90 – 93) .
و فى سورة ( العنكبوت ) يتحدونه بمعجزة : " و قالوا
: لولا أنزل عليه آيات من ربه " ! ( 50 ) ، فيعجز
عن التحدى ، و يقدم آيات القرآن : " قل : إنما الآيات
عند الله ، و إنما أنا نذير مبين ! أو لم يكفهم أنا أنزلنا
عليك الكتاب يتلى عليهم ؟ " ( 50 – 51 ) ، فيكفر
بها المشركون : " و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون
" ! ( 47 ) ، و يسعى فى ابطالها اليهود ، "
إذا لارتاب بها المبطلون " ( 48 ) ، و لا يقبل بها
إلا النصارى أولى العلم ، من دون اليهود الظالمين : "
بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم ، و ما يجحد
بآياتنا إلا الظالمون " ( 49 ) . فحتى آخر العهد
بمكة ليس عند محمد من آية سوى القرآن : " أو لم يكفهم
أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم " ! ( 51 ) .
و فى سورة ( الرعد ) ، إن " الآيات البينات "
هى عجائب المخلوقات ، فالله " يدبر الأمر ، يفصل
الآيات " ( 2 ) فى كونه العجيب : " إن فى ذلك
لآيات لقوم يتفكرون " ( 3 ) ، " ان فى ذلك لآيات
لقوم يعقلون " ( 4 ) . و هى أيضا المعجزات التى يتحدونه
بها : " و يقول الذين كفروا : لولا أنزل عليه آية
من ربه " ( 7 و 27 ) ، و يعددون له منها : "
و لو أن قرآنا سيرت به الجبال ، أو قطعت به الأرض ! أو
كلم به الموتى " ! فيجيب جواب العجز و اليأس : "
بل لله الأمر جميعا ! أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء
الله لهدى الناس جميعا " ! ( 31 ) . تجاه هذا العجز
المشهود المعهود ، " يقول الذين كفروا : لست مرسلا
! – قل كفى بالله شهيدا بينى و بينكم ، و من عنده علم
الكتاب " ( 43 ) . ان شهادة النصارى أولى العلم له
مشبوهة عندهم لأن دعوته من دعوتهم ، و شهادة الله لأنبيائه
هى المعجزة ، و ليس عند محمد من معجزة ! |