فالمعجزة " سلطان الله المبين " للبرهنة
على صحة النبوة مع الأولين و مع الآخرين و مع العالمين
.
فما من رسالة من السماء آمن بها الناس إلا عن طريق المعجزة
. لذلك هى الشهادة القاطعة فى التوراة و الانجيل و القرآن
. إنها الوسيلة الوحيدة لإقناع الناس ، و الواقع القرآنى
شاهد عدل .
فالقول بأن الخوارق لم تصلح وسيلة للإقناع ينقض القرآن
الصريح و التاريخ الصحيح .
6 – هل سبيل النبوة الصحيح هو الإقناع بالمنطق السليم
؟
قيل : " بعد أن بلغ الناس سن الرشد ، لا يصلح لإقناعهم
سوى المنطق السليم " . و قال السيد الصادق 1
: " فلما بدأ النوع الانسانى يدخل فى سن الرشد ،
و بدأت الحياة العقلية تأخذ طريقها الى الظهور و النماء
، لم تعد تلك العجائب هى الأدلة الوحيدة على صدق الرسالة
" .
نقول : ان مثل هذه الأقوال يتنافى وواقع التاريخ و البشرية
. إن دعوة المسيح ، بشهادة الانجيل و القرآن ، قامت على
المعجزة ، و كانت بيئة المسيح ملتقى الحضارات و جماع الثقافات
، فخاطبهم بالحكمة و المعجزة . فهل بلغت بيئة القرآن الجاهلية
سن الرشد حين نزول القرآن ، أكثر من أهل فلسطين تحت الحكم
الرومانى و الثقافة الكتابية و الهلنستية ، حتى يخاطبهم
بالحكمة من دون المعجزة ؟ !
و هل بلغت الجماهير فى العالم الاسلامى ، فى عصرنا ،
سن الرشد ، حتى لا يصلح لإقناعهم سوى المنطق السليم ؟
إن الناس الذين يقادون أو ينقادون بالمنطق السليم فى البشرية
كلها ، هم قلة محدودة فى كل أمة . و ستظل البشرية فى سوادها
شعبا لا يفهم الحق بالمنطق السليم ، و لا تؤمن إلا عن
طريق المعجزة ، لأنها بالفطرة " سلطان مبين "
من الله ، و " سنة " النبيين الى يوم الدين
.
و القرآن المكى شاهد عدل على ان سبيل النبوة الصحيح
ليس الإقناع بالمنطق السليم . فقد ظل القرآن يخاطب أهل
مكة " بالحكمة و الموعظة الحسنة " مدة اثنتى
عشرة سنة ، فما
|