الدكتور نظمى لوقا 1 : " و أما المعجزات فلا
حجية لها إلا لمن شهدها شهود العيان ، و بيننا و بين تلك
أجيال و أجيال " . و هكذا فإن دلالة المعجزة تنقضى
بانقضاء زمانها ، على حد قولهم .
أجل ان " آيات الأنبياء السابقين الخارقة حادثات
وقعت و انقضت " ، لكن دلالتها البرهانية على صدق
نبيها لم تنقض معها . و ها القرآن نفسه يشهد بعد ألفى
سنة بدلالة معجزات موسى : " و لقد آتينا موسى تسع
آيات بينات ، فاسأل بنى اسرائيل إذ جاءهم " ( الاسراء
101 ) . و ما قصص الأنبياء فى القرآن سوى دليل قاطع على
أن دلالة المعجزة لا تنقضى بانقضاء زمانها .
إن معجزات الأنبياء قد انقضت كحادثات ، لكنها أدت مهمتها
فى زمن النبوة شهادة لها ، و بدونها لم يكن للنبوة من
شهادة . و مازالت تؤدى مهمتها إلى الأبد ، فالنبى الذى
ثبت بالمعجزة انه يتكلم باسم الله ، سيظل كلامه كلام الله
إلى الأبد . فدلالة معجزته تدوم دوام كلامه .
و القرآن شاهد عدل على ان المعجزة دليل النبوة بعد آلاف
السنين . فلما نادى محمد بنبوته ، كان تحدى المشركين له
على الدوام بمعجزة مثل سائر الأنبياء : " فليأتنا
كما أرسل الأولون " ( الأنبياء 5 ) ، " لن نؤمن
حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل الله " ( الأنعام 124 )
. فالقرآن يشهد بأن دلالة المعجزة لا تنقضى بانقضاء زمانها
.
4 – هل المعجزة الحسية " دليل عهد الطفولة العقلية
" ؟
لقد أوجز السيوطى فى ( الاتقان 2 : 116 ) موقف الأقدمين
، قال : " إن المعجزة أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدى
، سالم عن المعارضة . و هى إما حسية و إما عقلية . و أكثر
معجزات بنى اسرائيل كانت حسية لبلادتهم و قلة بصيرتهم
، و أكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم و كمال أفهامهم
. و لأن هذه الشريعة ، لما كانت باقية على صفحات الدهر
الى يمو القيامة ، خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها
ذو البصائر " .
|