الباقلانى 1 : " الذى يوجب الاهتمام التام
بمعرفة اعجاز القرآن أن نبوءة نبينا عليه السلام بنيت
على هذه المعجزة " .
فتنكرهم لضرورة المعجزة هو إنكار لإعجاز القرآن نفسه
كمعجزة .
2 – أصحيح أنه " ليس للمعجزات حجية " ؟
هذا ما تعلمه الدكتور نظمى لوقا من مشايخه العصريين
. و قد أعطى الاستاذ دروزة السبب الكلامى : كانت الدعوة
القرآنية " فى غنى عن معجزات خارقة للعادة ، لا تتصل
بها بالذات " .
أجل أن المعجزة الإلهية التى تشهد للنبى بصدقه فيما
يبلغ عن ربه ، لا توضح ذاتها الحقيقية أو الرسالة فى نفسها
، فإنها " لا تتصل بها بالذات " .
و لكن الحقيقة ، سواء كانت منزلة أو بشرية ، هى حقيقة
فى ذاتها . فما الضامن أنها من عند الله ؟ لا يمكن أن
يكون الضامن من ذاتها – و حينئذ تلتبس علينا الحقيقة الإلهية
و الحقيقة البشرية – فلابد لها من قرين معجز يدلنا على
مصدرها الإلهى . قال الإمام الجوينى فى ( الارشاد ، ص
331 ) : " ليس فى المقدور نصب دليل على صدق النبى
غير المعجزة : فإن ما يقدر دليلا على الصدق لا يخلو ،
إما أن يكون معتادا ، و إما أن يكون غير معتاد ، فإن كان
معتادا ( كالحقيقة فى ذاتها ) يستوى به البر و الفاجر
، فيستحيل كونه دليلا ، و إن كان خارقا للعادة – و تعلق
به دعوى النبى – فهو المعجزة بعينها " .
و هكذا فالحجية للمعجزة وحدها فى إثبات صحة النبوة من
الله ، " و ليس فى المقدور نصب دليل على صدق النبى
غير المعجزة " .
3 – هل تنقضى دلالة المعجزة بانقضاء زمانها ؟
قال الاستاذ دروزة 2 فى سبيل تفضيل ( اعجاز القرآن
) على معجزات الأنبياء الحسية ، و هو يغمز منها : "
و فى هذا ما فيه من وضوح مزية الرسالة المحمدية و ترشحها
للخلود و التعميم : و آيات الأنبياء السابقين الخارقة
حادثات وقعت و انقضت " . و ردد تلميذهم
|