١٦٨ معجزة القرآن

خاتمة

ليس للقرآن و النبى من معجزة حسية

لقد أجمع الراسخون فى العلم من أهل العصر على هذه النتائج الحاسمة :

الأولى : " إن حكمة الله اقتضت أن لا تكون الخوارق دعامة لنبوة سيدنا محمد عليه السلام " .

الثانية : " إن القرآن وحده معجزة محمد " بحرفه ونظمه .

الثالثة : من زعم لمحمد معجزة حسية فى القرآن أو الحديث أو السيرة ، " من المتأكد أنه ليس لهم سند من قرآن صريح أو حديث صحيح " ، " و ليست هناك معجزة واحدة يؤكدها خبر قطعى مما نسب الى رسول الله " – كما أثبت السيد عبد الله السمان .

و يضيف الاستاذ عبد الله السمان فى كتاب ( محمد الرسول البشر ، ص 113 ) : " و الذين تناولوا سيرة الرسول من المتأخرين جدا ، و بعقلية ناضجة ، إنما كتبوا بأسلوب عال لخاصة الناس ، و لا يبلغ هؤلاء الخاصة إلا بضعة آلاف بين الأربعمائة مليون مسلم . أما الكثرة الساحقة ... التى هى غثاء كغثاء السيل لا يكادون يعرفون عن الرسول إلا أنه ولد ولادة شاذة ، و عاش عيشة شاذة ، و مات ميتة شاذة . و أحاط به فى هذه الأحوال الثلاث مئات الألوف من الأمور الخارقة التى نافست خرافات ( ألف ليلة و ليلة ) .

" و تستطيع أن تضحك ملء فيك ، و أنت تقرأ كتب الدين المقررة على طلبة المدارس الابتدائية و التى تعرض للسيرة ، لأن واضعيها سلكوا مسلك كتاب السيرة فى سرد

معجزة القرآن ١٦٩

الحوادث مشبعة بالأمور الخارقة ، ليصبوا فى اذهان النشء ان محمدا لم يكن مجرد بشر عادى ، بل كان جزءا من الله " .

لقد فاتهم كلمة السد المسيح : " تعرفون الحق ، و الحق يحرركم " ( يوحنا 8 : 32 ) .

و نحن نقول لإصحاب المدرسة الحديثة فى النبوة و المعجزة ، الذين ينكرون ضرورة المعجزة لصحة النبوة إنهم خرجوا على نهج ملة ابراهيم فى التوراة و الانجيل و القرآن ، حيث المعجزة برهام النبوة الذى يميز الحقيقة المنزلة من الحقيقة البشرية . و خرجوا على عقيدة السلف الصالح ، و تبعوا سبيل الفلسفة اليونانية التى ثار عليها ذلك السلف الصالح . و خرجوا على إجماع علماء الكرم كما سجله الجوينى ، تلميذ الباقلانى ، و استاذ الغزالى : " ليس فى المقدور نصب دليل على صدق النبى غير المعجزة " . و موقفهم متناقض : فهم ينكرون ضرورة المعجزة لصحة النبوة ، و مع ذلك فهم يجعلون اعجاز القرآن معجزة تدل على صحة النبوة . لكن نسجل عليهم جميعا الشهادة الجماعية بأنه ليس للقرآن و النبى من معجزة حسية ، مثل جميع أنبياء الله .