|
|
مما لا شك فيه أن الولع بالفن الإباحي هو عادة شريرة
واسعة الانتشار. ولقد وصف يسوع المسيح أبناء الجيل الذي قضى بينهم سنواته القصيرة
على الأرض بالجيل الزاني، وأنا متأكد بأن ذلك الوصف ينطبق على هذا الجيل
أيضاً.
لقد عرّف يسوع المسيح معنى الصور الجنسية في إنجيل
متى الإصحاح الخامس والآيات من السابعة والعشرين إلى التاسعة والعشرين:
"وَسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: لاَ تَزْنِ! أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:
كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ بِقَصْدِ أَنْ يَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى
بِهَا فِي قَلْبِهِ! فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى فَخّاً لَكَ، فَاقْلَعْهَا
وَارْمِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَفْقِدَ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِكَ وَلاَ
يُطْرَحَ جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ!"
حين قرأت هذه الآيات من الإنجيل المقدس للمرة الأولى
في ربيع سنة 1939 شعرت وكأن سهماً اخترق أعماق روحي. أهذا هو المقياس الذي طالب
المسيح أتباعه أن يعملوا به؟ إذا كان الأمر كذلك حقاً، فإنه لن يكون بقدرتي أبداً
على العمل به. لقد كنت غارقاً حتى أذنيّ في خطيئة الشهوة كما كنت على تلك الحال
لفترة من الزمن.
|
|
|
في ذلك الربيع وحيث كنت في الرابعة عشرة من عمري،
قرأت الكتاب المقدس لا لشيء إلا لأن والدتي أعطتني كتيباً صغيراً بعنوان "ما وراء
السبب".
لقد كانت والدتي دون شك مدركة لشهوتي وكانت قلقة على مصلحتي الروحية.
ولقد حثني ذلك الكتيب الصغير على أن أعير كلمات المسيح بعض الاهتمام. وبدت كلمة
السيد فرنسيس بيكون المقتبسة التي أخذها عن (ر.أ.ليدلا) في هذه النشرة منطقية جداً:
"لا تقبل ولا ترفض، بل قيّم الأمور ثم انظر بها."
وفي الحقيقة، أليس ذلك هو
الهدف المهم من التبشير بالإنجيل؟ أليس الهدف هو تشجيع الناس على الإقبال إلى الله
بعقل منفتح لتقييم كلمات إنجيل المسيح ومن ثم النظر في أمر العمل بها؟
منذ ذلك الحين، بدأت بقراءة الكتاب المقدس لنفسي. وإذ
أن الكتاب المقدس يقول عن
نفسه بأنه كلمة الله، فإنني قررت أن أقيّمه بنفسي وأنصت
لما يريد الله أن يقوله لي. وكانت العبارة الأولى التي دفعتني إلى التفكير تلك التي
جاءت على لسان السيد المسيح في إنجيل متى، الآية السابعة عشر من الإصحاح الرابع
والتي تدعوني لأن أتوب عن خطاياي. لقد بدأ المسيح تبشيره بالقول: "توبوا، فقد اقترب
ملكوت السماوات."
إن المقاييس التي حددها الله والمتمثلة في يسوع المسيح
لا بد وأن تبلغ كالنور كل باحثٍ جادٍّ عن الحقيقة، لتظهر لنا طبيعتنا الخاطئة وخطة
الله العجيبة التي أعدها لخلاصنا.
في الرسالة الثانية لأهل كورنثوس الآية السادسة من
الإصحاح الرابع، تحدث بولس الرسول عن اختباره موحياً إلينا بشكل غير مباشر على أن
اختباره ذاك هو اختبار كل مخطئ تائب: "فَإِنَّ اللهَ ، الَّذِي أَمَرَ أَنْ
يُشْرِقَ نُورٌ مِنَ الظَّلاَمِ، هُوَ الَّذِي جَعَلَ النُّورَ يُشْرِقُ فِي
قُلُوبِنَا، لإِشْعَاعِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ الْمُتَجَلِّي فِي وَجْهِ
الْمَسِيحِ." وهكذا وعند قراءتي لهذه الآيات المقدسة، فتح الله عينيّ كي أدرك
أن الميل إلى العصيان والرغبة الجنسية المفرطة هما وراء تفكيري الشهواني.
|
|