|
|
"انظرا إلي!"، هتف مَكْـواير مخاطباً رفيقيه
الاثنين اللذين كانا يشاركانه ركوب الأمواج على بعد حوالي مائة ياردة من الشاطئ.
هناك كان الأولاد يعومون فوق المياه، منبطحين ببطونهم على ألواح التزحلق،
مراقبين الأمواج القادمة لاختيار الأفضل منها ومن ثم للقفز عليها وركوبها. الشمس
كانت تشعّ فوق رؤوسهم، وكان بإمكانهم من هناك أن يروا الشواطئ الأسترالية الصفراء
على امتداد بصرهم. وبين فترة وأخرى كانت تمر بهم بعض القوارب الشراعية بألوانها
الفاقعة وهي تتسابق مع الرياح. ومن على بعد، حيث كان الأفق البحري يبدو وكأنه يعانق
بزرقة مياهه زرقة السماء، كانت تظهر بعض قوارب الصيادين وهي تجر
شباكها.
|
|
|
بلطمة قوية من يديه تحت الماء، دفع آدم نفسه
أمام الموجة التي وقع اختياره عليها لامتطائها. انتظر الفرصة المناسبة التي يمكنه
فيها أن يحصل على أفضل دعم، وانتصب على لوحة التزلق بجسده الطويل النحيف ذي السبعة
عشر ربيعاً منحنياً بركبتيه إلى الأمام وباسطاً ذراعيه للمحافظة على توازنه، ثم
انطلق راكباً سطح الموجة وهو يحرك جسمه في اتجاهات مختلفة ليتمكن من السيطرة عليها
في ارتفاعها وفي انحدارها. ثم وبكل مهارة، أدار مقدمة لوح التزلق باتجاه الموجة
محافظاُ على كامل توازنه وهي تعبر من تحت جسمه وبعد ذلك انبطح عليها دافعاُ بنفسه
باتجاه أصحابه.
في ذلك الوقت، صاح واحد من رفقائه وهو يشير إليه
بيده محذراً إياه، "آدم.. أنظر إلى ما هو وراءك!"، ثم وبسرعة كبيرة، اتجه الرفاق
إلى الشاطئ يقصدونه والذعر يملأ قلوبهم.
وتطلع آدم خلفه حيث
أشار صديقه فتجمد رعباً. لقد رأى سمكة قرش تسبح باتجاهه وقد برزت زعنفتها الكبيرة
فوق سطح المياه. لم يكن هناك وقت كافٍ للهرب. وفي خلال لحظات استطاع أن يرى عيني
السمكة المخيفتين فعرف فوراً أنها من النوع الخطير. لقد سبق له وأن رأى هذا النوع
من سمك القرش معلقاً على الشاطئ من قبل الصيادين. وأخذت المياه تتقلب بسرعة بينما
كان القرش يشق طريقه بسرعة باتجاهه، وما أن أصبح بالقرب منه حتى فتح فكيه الكبيرين
ليظهر من بينهما صفان من الأسنان المثلثة الضخمة. ولم يعد هناك لدى آدم وقت كاف
للتفكير، ولكن كان لديه بعض الوقت ليفعل شيئاً ما. وفي اللحظة الأخيرة، أدار آدم
لوحة التزلق تحت الماء دافعاً إياها باتجاه القرش الذي أطبق فوراً عليها بفكيه
لتتحول بين أسنانه إلى حطام. |
|