- ٢٨ -

حيوة أبدية ولا يأتى إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحيوة، الحق الحق أقول لكم أنه تأتى ساعة وهى الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون ، لأنه كما أن الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة فى ذاته. وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان. لا تتعجبوا من هذا. فإنه تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين فى القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة ".

وقال فى ( إنجيل يوحنا 6 : 39 و40 ) " وهذه هى مشيئة الآب الذى أرسلنى أن كل ما أعطانى لا أتلف منه شيئاً بل أقيمه فى اليوم الأخير . لأن هذه هى مشيئة الذى أرسلنى أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير ".

هنا يمكننا أن نرى توفيق الإرادة العلوية ووحدة العمل الذى بين الآب والابن فى اتحاد اللاهوت ويعلمنا أيضاً يسوع أنه معطى الحياة كما ذكرنا قبلاً فى ( يوحنا 11 : 25 ) إذ يقول " أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا " " يسوع المسيح أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل " ( 2 تيموثاوس 1 : 10 ) وما يسميه الناس موتاً ويخافون منه يسميه المسيحيون رقاداً. اقرأ عن استفانوسٍ

- ٢٩ -

( أعمال 7 : 60 ) إن الموت ما هو إلا دخول الروح إلى الفردوس لتكون مع المسيح فالمسيحى الحقيقى إذاً أنقذ من الموت وهو يقول مع القائل: " أُبتلع الموت إلى غلبة أين شوكتك يا موت. أين غلبتك يا هاوية ولكن شكراً لله الذى يعطينا الغلبة بيسوع المسيح " ( 1 كورنثوس 15 : 57 ).

(6) يقول المسيح أيضاً عن نفسه بمعنى روحى أنه نور للنفوس ولذلك قال فى ( يوحنا 8 : 12 ) " أنا هو نور العالم من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة " ويقول أيضاً فى ( يوحنا 12 : 46 ) " أنا قد جئت نوراً إلى العالم حتى كل من يؤمن بى لا يمكث فى الظلمة " ولكى نفهم ذلك جيداً لنرجع إلى شهادة يوحنا نفسه التى ألهمه إياها الروح القدس إذ قال فى ( 1 يوحنا 1 : 5 ) إن الله نور وليس فيه ظلمة البته " وقال أيضاً فى ( يوحنا 1 : 4 و9 ) " فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس . . . . كان النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان آتياً إلى العالم " وقد قال إشعياء النبى موافقاً على هذا الكلام " الرب يكون لك نوراً أبدياً " ( أشعياء 60 : 20 ) هذه الكلمات قالها وكتبها النبى أشعياء قبل مجىء المسيح بأجيال عديدة وقد عرفها أتقياء اليهود المعاصرون لهذا الزمن – فما ذكرناه من أقوال المسيح عن نفسه أنه نور العالم يظهر لنا حقيقة مقامه الأسمى وذاته العلية.