- ٦٢ -

مقبلاً نحو المسيح عرف طباعه قبل أن يقترب منه وقال عنه لتلاميذه " هو ذا اسرائيلى حقاً لا غش فيه فتعجب نثنائيل وقال له " من أين تعرفنى " فأجاب المسيح وقال له " قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك " وكان هذا الكلام مشبعاً بالمعانى فقد كانت عادة الأتقياء من اليهود أن يذهبوا تحت شجرة التين ليعبدوا الله بإنفراد فكأن المسيح يقول لنثنائيل:

إن موضوع صلاتك كان خصوصياً ولم يكن معك أحد إلا الله إلا أن ذلك معلوم تمام العلم للرب يسوع.

فقال نثنائيل بعد ذلك " يا معلم أنت ابن الله أنت ملك اسرائيل " معترفاً به أنه المسيا المنتظر ولا غرو فإن معرفة المسيح لأفكاره وصلاة نثنائيل لله كان سبباً فى إيمانه بألوهية المسيح فقبل المسيح احترام نثنائيل له وصادق على إيمانه بقوله " هل آمنت لأنى قلت لك أنى رأيتك تحت التينة سوف ترى أعظم من هذا ".

ونقرأ أيضاً فى إنجيل يوحنا أنه قبل أن يصلب المسيح بقليل قال له تلاميذه " الآن نعلم أنك عالم بكل شىء ولست تحتاج أن يسألك أحد، بهذا نؤمن أنك من الله خرجت " وقد شهدوا بذلك بعد أن سمعوا ما قاله المسيح جواباً على ما كانوا يفكرون به فى قلوبهم

- ٦٣ -

واقتنعوا أنه عارف بما فى القلوب وانه جاء من الله . وشهد بطرس أيضاً بعد قيامة المسيح وهومن تلاميذه الأولين بقوله " يا رب أنت تعلم كل شىء أنت تعلم أنى أحبك " ( يوحنا 21 : 17 ) وقد أيد المسيح هذه الأقوال بعد صعوده فقال " أنى أنا هو الفاحص الكلى والقلوب " ( رؤيا 2 : 23 ).

(2) شهد الرسل ( الحواريون ) أيضاً أنه كان للمسيح سلطة إلهية مثال ذلك أن جميع الملائكة القديسين خاضعون لله دون سواه مع ذلك يقول يوحنا الرسول فى الرؤيا أصحاح 1 : 1 ) " إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه إياه الله ليرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب وبينه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا " وهذا يتفق تمام الاتفاق مع ما قاله المسيح عن نفسه فى متى 13 : 41 " يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلى الإثم ".

وقد علمنا بطرس الرسول أن الرب يسوع المسيح سيدين العالم فى اليوم الأخير بقوله فى أعمال الرسل 10 : 42 " وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بأن هذا هو المعيّن من الله دياناً للأحياء والأموات " وهذا يتفق مع ما قاله المسيح عن نفسه مراراً وتكراراً كما قال فى إنجيل ( متى 13 : 41 و إصحاح 16 عدد 17 وإصحاح 25 عدد 31 ويوحنا 5 : 22 و23 )