- ٩٠ -

أنه قد تمت هذه النبوة بموت المسيح يسوع وقيامته - وإن كل ما ذكرناه من آيات العهد القديم مفصل وموضح فى العهد الجديد بواسطة الإلهام الإلهى وبعضه قاله المسيح عن نفسه.

والآن لنرجع إلى ذكر آيات العهد القديم المثبته لإلوهية المسيح المنتظر وكثير منها مدون فى سفر إشعياء وقد وصف النبى إشعياء رؤيا ( مجد ) الله الذى يقول عنها الإنجيل رؤيا الرب يسوع المسيح فى مجده بقوله " فى سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسى عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة بإثنين يغطى وجهه وبإثنين يغطى رجليه وبإثنين يطير وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض . . . فقلت ويل لى إنى هلكت لأنى إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عينى قد رأتا الملك رب الجنود " ( إشعياء 6 : 1 – 3 و5 ) وقد أشار يوحنا إلى هذه الرؤيا فذكر آيتين من نبوات إشعياء ( اقرأ يوحنا 12 : 36 – 41 ) وإذا كانت رؤيا إشعياء هى رؤيا المسيح فى مجده الذى كان له مع أبيه قبل خلق العالم فشهادة العهد القديم لألوهية المسيح واضحة جلية وهذه حقيقة لا تدحض إذ أن الآب لا يمكن أن يُرى بعينى بشر كما هو مكتوب " الله لم يره

- ٩١ -

أحد قط الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبّر " ( يوحنا 1 : 18 ) وأيضاً قيل عنه " ملك الملوك ورب الأرباب . . . الذى لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه " ( 1 تيموثاوس 6 : 15 و16 ) يقول إشعياء النبى فى آية أخرى " العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل " (أصحاح 7 عدد 14 ) وقد ذكر متى البشير هذه الآية وقال أن النبوة قد تمت عن المسيح وقد زاد عليها أن قال " عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا " باللغة العبرية ورُ ّب قائل يقول أن النبى أراد بذكر اسم هذا الإبن أو لقبه إظهاراً لحضور الله مع شعبه ولو لم يذكر إشعياء النبى شيئاً آخر عن ألوهية المسيح لكنا نسلم بهذا الشرح لأن هذا الاسم شائع بين الناس للآن بهذا المعنى ولكننا لم نجد أن الله يعلمنا عن ألوهية المسيح المنتظر فى مواضع أخرى من سفر إشعياء النبى نفهم إذ ذاك معنى هذه الآية بكل إيضاح ويكون تفسيرها " سيكون (المسيح) الله معنا " ولذا قال المسيح عن نفسه " أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفنى يا فيلبس. الذى رآنى فقد رأى الآب " ( يوحنا 14 : 9 ).

ورب قائل يقول أن ألوهية المسيح ليست مثبتة تماماً فى هذين الموضوعين من سفر إشعياء بل هى استدلالات ونتائج ليس إلا وجواباً على ذلك نقول أن هذا الاستدلال صريح جداً ولو أضيف إليه ما