- ٩٢ -

جاء بالعهد الجديد المكتوب بإلهام الروح القدس لكان فى هذا القدر عفاية لنا. ولكن الله لكى يزيل كل شك تكلم على لسان إشعياء عن ألوهية المسيح بلغة لا تحتاج إلى إيضاح فقال فى نبوة أخرى " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً(1) رئيس السلام لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسى داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضددها بالحق والبر من الآن إلى الأبد غيرة رب الجنود تصنع هذا " ( إشعياء 9 : 6 و7 ).

والعبارة " ويدعى اسمه " ( أو حرفياً يدعو هو اسمه ) معناها " سيكون " والآية القائلة " إلهاً قديراً أباً أبدياً " تشير صريحاً إلى المسيح كما جاء فى إنجيل متى إذ يقول فى ( أصحاح 4 : 12 – 16 ) " وترك الناصرة وأتى فسكن فى كفر ناحوم التى عند البحر فى تخوم زبولون ونفتاليم لكى يتم ما قيل بإشعياء النبى القائل أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم. الشعب الجالس فى ظلمة أبصر نوراً عظيماً والجالسون فى كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور" ( والآية المقتبسةهنا هى بداية العبارة الواردة أعلاه فى أشعياء 9 ).

قبل أن نذكر بعض النبوات الأخرى يحسن بنا أن نذكر آية


(1) الترجمة الحرفية للعبارة الأصلية هى " أبو الأبدية "

- ٩٣ -

أخرى من أشعياء ففى إصحاح 40 : 3 يقول " صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب قوموا فى القفر سبيلاً لإلهنا " وقد أشارت بشائر الإنجيل الأربع إلى هذه الآية وقالت إن هذا الصوت هو صوت يوحنا المعمدان أرسل ليعد طريق الرب يسوع المسيح وقد ولد يوحنا قبل المسيح بستة أشهر وبشر قبل إعلان المسيح نفسه قائلاً " توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السموات . . . أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذى يأتى بعدى هو أقوى منى الذى لست أهلاً أن أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار " ( متى 3 : 2 و11 ) ولما سأل اليهود يوحنا من هو ولماذا يعمد قال لهم " أنا صوت صارخ فى البرية قوموا طريق الرب كما قال إشعياء النبى . . . أنا أعمد بماء ولكن فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه هو الذى يأتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق أن أحل سيور حذائه " ( يوحنا 1 : 23 و26 و27 ) ولكى يزيل كل شك فى معرفة ذلك الرب الذى كان يعد طريقه والذى كان بمثابة رسول أمامه أعلن المسيح لليهود كما هو مكتوب " وفى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم هذا هو الذى قلت عنه يأتى بعدى رجل صار قدامى لأنه كان قبلى وأنا لم أكن أعرفه لكن ليظهر