- ١١٨ -

ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء ".

من هذا نفهم أن النبوات وعمل المعجزات هى بواسطة حلول الروح القدس إذن فلابد أن يكون الروح القدس له صفات الألوهية وأيضاً نقرأ فى نفس الرسالة " ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه لأن الروح يفحص كل شىء حتى أعماق الله لأنه من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذى فيه هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله " ( 1 كورنثوس 2 : 9 – 11 ) ومن هنا نتعلم أيضاً أن الروح القدس هو علام الغيوب وهذه الصفة صفة العلم بالغيب صفة إلهية لا تكون فى مخلوق أبداً وقد دعا المسيح الروح القدس باركليت أى معزياً ومعيناً لأنه يرشد أبناء الله إلى الحق ويقودهم إلى سواء السبيل.

وقد أعطى للروح القدس لقب الله أيضاً فقط قال الرسول بطرس لحنانيا الذى كان قد باع ملكاً واختلس من الثمن مدعياً أنه مكرس لخدمة الله " يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل أليس وهو باق كان يبقى لك ولما بيع

- ١١٩ -

ألم يكن فى سلطانك فما بالك وضعت فى قلبك هذا الأمر أنت لم تكذب على الناس بل على الله " ( أعمال 5 : 3 – 4 ) وهنا يظهر لنا بطرس صريحاً ألوهية الروح القدس.

يقول الكتاب أيضاً " أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم إن كان أحد يفسد هيكل الله فيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذى أنتم هو " ( 1 كورنثوس 3 : 16 – 17 ) وهنا يذكرنا الرسول أن الروح القدس يسكن فى قلوب المسيحيين الحقيقيين ويملك عليها ويطهرها من كل خطية وشر جاعلاً أيضاً أجسادهم طاهرة مقدسة منذراً إياهم حتى لا تتنجس أنفسهم وتهلك بسبب الخطية لأنها هياكل الله وسيقع العقاب المخيف على كل من ينجس قلبه وجسده الذى هو هيكل الله ولكن من جهة أخرى لا يمكن أن تكون هياكلنا طاهرة إلا عند حلول الله فيها لأن هيكل سليمان الفاخر العظيم الذى بناه فى أورشليم لم يعتبر هيكلاً إلا بعد أن حل الله بعظمته فيه. وإذا لم يكن روح الله إلهياً لما أمكن لحلوله أن يحول قلب التقى هيكلاً لله كما تقول الآية التى نحن بصددها فنتيجة الكلام حينئذ أن الروح القدس هو الله.

إن اخواننا المسلمين يفرقون بين " روح الله " و " الروح القدس "س