- ١٢٢ -

القدس روح الآب ودعى أيضاً روح الإبن كما قال المسيح لتلاميذه " لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم " ( متى 10 : 20 ) وكتب الرسول قائلاً " بما أنكم أبناء أرسل الله روح إبنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب " ( غلاطية 4 : 6 ).

وقد أعطى الروح القدس هذين اللقبين معاً فى آية واحدة كما جاء فى رومية 8 : 9 " وأما أنتم فلستم فى الجسد بل فى الروح إن كان روح الله ساكناً فيكم. ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له ".

وبمطالعة الكتاب المقدس يتضح لنا أن خلق العالم وفداء الجنس البشرى وغفران الخطايا وقيامة الموتى والدينونة الرهيبة تارة تنسب للآب وتارة للإبن وأحياناً أخرى للروح القدس بطريقة تثبت أن الثلاثة أقانيم متحدون فى الذات والمقام والقوة والمشيئة وهؤلاء الثلاثة هم الله الواحد لا إله إلا هو وقد بيّنا ذلك فى آيات كثيرة ونأتى هنا بآيات أخرى حتى تكون الفائدة أعظم ففى نبوات إشعياء مكتوب " أنت يا رب أبونا وليّنا (فادينا) منذ الأبد اسمك " ( إشعياء 63 : 16 ) وفى لوقا 1 : 68 – 69 " مبارك الرب إله اسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء

- ١٢٣ -

لشعبه وأقام لنا قرن خلاص فى بيت داود فتاه " وفى كولوسى 1 : 12 – 14 " شاكرين الآب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته الذى لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا " وفى رومية 3 : 21 – 26 ) " أما الآن فقد ظهر برالله بدون الناموس مشهوداً له من الناموس والأنبياء بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله لإظهار بره فى الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع " وفى كورنثوس الأولى 6 : 14 " والله قد أقام الرب وسيقيمنا نحن أيضاً بقوته " وفى رؤيا 14 : 6 – 7 " ثم رأيت ملاكاً آخر طائراً فى وسط السماء معه بشارة أبدية ليبشر الساكنين على الأرض وكل أمة وقبيلة ولسان وشعب قائلاً بصوت عظيم خافوا الله واعطوه مجداً لأنه قد جاءت ساعة دينونته " وفى يوحنا 5 : 21 – 23 " لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى كذلك الإبن أيضاً يحيى من يشاء لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للإبن لكى يكرم الجميع الإبن كما