٢٤  

 

  ٢٥

الفصل الأول

حياة أبي زكريا يحيى بن عدي

1 – نشأته

ولد أبو زكريا يحيى بن عدي بن حميد بن زكريا 1 التكريتي في تكريت سنة 893 م .

أ - تكريت مركز ثقافي

وكانت تكريت من أهم مدن العراق في ذاك الزمان ، ولم تفقد بعض أهميتها إلا في عهد المغول2. أما في أيام يحيى ، فكانت مركز مطارنة 3 السريان ، بل العاصمة الفكرية للكنيسة السريانية . وذلك من سنة 629 م إلى سنة 1156 م 4 .

وقد اشتهر فيها قرياقس التكريتي ، بطريرك أنطاكية من 793 م إلى وفاته سنة 817 م ، صاحب كتاب "العناية الإلهية" ، وكتاب "الاعتراف" ، ومؤلفات طقسية 5 .

ونبغ في بداية القرن التاسع أبو رائطة حبيب بن خدمة التكريتي ، الناقل والفيلسوف . وصفه ديونوسيوس التلمحري بأنه متبسط في علم المنطق والفلسفة . وشارك الفيلسوف نونا


1) ويلاحظ أن في مخطوطة طهران دانشكاه 4901 (ورقة 15 ظ و 143 ظ) ومخطوطة طهران مجلس شوراي ملي طباطبائي 1376 (ص 55 و254) ، يكمل اسمه هكذا: "ين يحيى بن عثمان بن حميد بن بزرجمهر" . وفيهما أيضا هذه الحاشية: "كان من أولاد الفرس ، وكان اسمه بزرجمهر بن أبي منصور بن فرخان شاه المنجم" . ولا يخفى على أحد أن هذا النسب مخترع لجعل فيلسوفنا مقبولا لدى أبناء الفرس!
2) بخصوص التاريخ المسيحي لمدينة تكريت ، راجع مقال
Jean-Maurice FIEY, Tagrît.
Esquisse d'une histoire chrétienne, in L'Orient Syrien 8 (1963), p. 289-342.

3) يقال عادة إن تكريت مركز مفارنة (جمع مفريان) السريان . إلا أن لقب "مفريان" لم يطلق على مطارنة تكريت إلا بعد سنة 1130م . راجع
FIEY (حاشية 2) ص 306 – 308 .
4) راجع
FIEY (حاشية 2) ص 306 .
5) بخصوص قرياقس التكريتي ، راجع باومشتارك
BAUMSTARK ص 270 – 271 ، و "اللؤلؤ المنثور" رقم 144 (ط2 = ص 410 – 412 وط 3 = ص 329 – 331) ، وأبونا ص 386 – 387 ، وجراف ج2 ص 227 – 228 .