٧٨ الفصل الخامس
 

(وهي : الجنس ، والنوع ، والنسبة ، والمتصل ، وغير المنقسم) ، فقد وجب القسم الباقي ، وهو الواحد الحد .

" فما بقي إلا
الواحد بالحد .

268

وذلك أن الحد (وإن شئت ، فقل "القول الواصف") للعلة الأولى واحد .

فالحد (وإن شئت ، القول الواصف) للعلة الأولى واحد .

4 – الخلاصة

يتضح من هذا المثال أن صفي الدولة أبا الفضائل ابن العسال لم يترك شيئا من معاني المقالة ، وإن كان قد حذف نصف نص المقالة تقريبا ، وأحيانا أكثر . وهذا يرجع إلى أن أسلوب يحيى بن عدي فيه بسط وتحليل كثير ، بل إطناب أحيانا .

وفي رأينا أن مختصر ابن العسال أفضل من نص يحيى الأصلي ، إذ إنه كثيرا ما تضيع الفكرة في مقالة يحيى ، بينما المختصر يلتقي العناصر الأساسية ويترك جانبا الثانوية منها ، فيوضح الفكرة . وهذا يفترض عند ابن العسال مقدرة على استخلاص الأساس ، ومعرفة للفلسفة ، وقوة على الإيجاز .

  ٧٩

الفصل السادس

منهجنا في تحقيق النص

إن المنهج تابع للهدف ، ولكل هدف منهج أو طريقة خاصة به . فما الهدف من نشر المخطوطات ؟

المقدمة : الغاية من نشر المخطوطات

قال المؤرخ القبطي الكبير ، الشماس كامل صالح نخله :

"إن الغرض الأساسي من نشر المخطوطات هو طبعها ، لتسهيل وضعها بصورتها الأصلية بين أيدي أكبر عدد ممكن من محبيها ، حتى تتاح الفرصة للباحثين والمفكرين والمؤلفين ، من الكتاب والوعاظ والمدرسين والخدام ، لدراستها واستخراج ما فيها من درر ، كل واحد بطريقته ، فيستع مجال البحث والتأليف .

"أما إذا نقحنا المخطوطات ، وعدلنا في أساليبها وتراكيبها ، حسب رأينا وتفسيرنا الخاص (كما طلب البعض) ، فإننا بذلك لا نكون قد نشرنا المخطوطات ، بل ألّفنا كتبا جديدة عنها أو بروحها .

"وبذلك ، نكون قد أغلقنا باب التفكير والتفسير والبحث ، وحددناه بصورة واحدة ، قد لا تكون هي مقصود المؤلف الأصلي للمخطوط .

"وهذا ما يتنافى مع الطريقة العلمية للبحث ، كما أنه يقلل الإنتاج الذي نرجوه من كتبنا"1.

وقال الدكتور صلاح الدين المنجد ، مدير معهد المخطوطات العربية سابقا ، المشهور لدى الجميع لاهتمامه بالتراث العربي : "إن الغاية من تحقيق الكتاب هو تقديم نص صحيح . لذلك يجب أن يعنى باختلاف الروايات ، وأن يثبت ما صح منها"2.


1) راجع كامل صالح نخله الإسكنجري : "سلسلة تاريخ البابوات بطاركة الكرسي الإسكندري – الحلقة الأولى : البابا كيرلس الثالث (1235 – 1243م) " (دير السيدة العذراء – السريان [بوادي النطرون] 1668ش/1951م) ص 167: "ملحوظة" في ختام الكتاب . وننبه القارئ إلى أننا قسمنا نص المؤلف إلى مقاطع ، وأضفنا الفواصل والنقط ، اتباعا للمبدأ الذي نوضحه فيما بعد .
2) راجع "تاريخ مدينة دمشق" الجزء الأول (دمشق 1951) مقدمة الدكتور صلاح الدين المنجد .