| فنقول مثلا : "توحيد" 246 ، أي الفقرة الموجودة 
                          تحت هذا الرقم في صفحة كذا من طبعتنا هذه .   ولا يخفى علينا أن العُرف الجاري هو أن "ترقم سطور 
                          النصوص ، شعرا كانت أم نثرا ، خمسة خمسة ، أوثلاثة ثلاثة"34 
                          ، كما قال الدكتور صلاح الدين المنجد .   ولا شك أن هذا النظام أفضل من عدم ترقيم السطور . إلا 
                          أنه ترقيم مادي ، لا منطقي . فلم نسترح إليه ، 
                          لأسباب نوضحها هنا . ب – الميزة الأولى : هذا الترقيم صالح مهما اختلفت 
                          الطبعات والترجمات  لما كان هذا الترقيم ترقيما ماديا آليا ، أصبح مرتبطا 
                          بطبعة معينة . فإن أعيد طبع الكتاب ، اختلفت جميع المراجع 
                          ، وتعب القارئ والباحث .  ونضرب لك مثلا بسيطا ، كثيرا ما عانينا منه . إن لكتاب 
                          "الفهرست" لابن النديم ثلاث طبعات منتشرة ، 
                          بالإضافة إلى ترجمة إنجليزية ذات فوائد عديدة : • طبعة المستشرق فلوجل Gustav FLUEGEL (لابيتسك Leipzig 
                          1871) .• طبعة المطبعة الرحمانية بمصر (القاهرة 1929) ، وهي التي 
                          استعملناها في هذا البحث .
 • طبعة رضا تجدّد (طهران 1971) .
 • ترجمة بيارد دودج Bayard DODGE (نيويورك 1970) .
  فإذا ذُكرت إحدى الطبعات الثلاث ، أو الترجمة الإنجليزية 
                          ، وكانت لديك طبعة أخرى ، لا يمكنك إيجاد النص المطلوب 
                          . وإذا أردت أن تذكر نصا لابن النديم ، اضطررت إلى إضافة 
                          المرجع الكامل للطبعة المستعملة ، بل إلى ذكر أكثر من 
                          طبعة . بينما ، لو رُقّم كتاب "الفهرست" ترقيما 
                          منطقيا ، على ما نقترحه هنا ، لا تبالي بأي طبعة ذُكرت 
                          أو أي ترجمة استُعملت ، وسهل البحث على الكاتب والقارئ 
                          . ﺠ - الميزة الثانية: هذا الترقيم نهائي ، حتى قبل 
                          طبع الكتاب   ولهذه الطريقة مميزات أخرى ، نذكر منها سهولة وضع الفهارس 
                          . فإن من يطبع الفهارس يضطر حاليا إلى الانتظار حتى يُطبع 
                          الكتاب كله ، ثم يبدأ بتأليف الفهارس بسرعة ، كي لا يؤخر 
                          المطبعة . وإن أضاف بعض الفقرات في أثناء طبع الكتاب ، 
                          أو إذا اختلفت الصفحات بين طبعة وطبعة بسبب إضافة في المقدمة 
                          مثلا أو غير ذلك من التغييرات ، اضطر إلى إعادة العمل 
                          كله . 
 |