|  كما أن موسى بن ميمون يُشير إلى نظرية يحيى بن عدي 
                          الشهيرة ، في الفصل 68 من كتابه "دلالة الحائرين"14 
                          ؛ ألا وهي تشبيه الله المثلّث بالعقل والعاقل والمعقول 
                          ؟  وأقوى دليل على أهمية يحيى بن عدي في الفكر الفلسفي 
                          الإسلامي ، ما قاله موسى بن ميمون في الفصل 71 من كتاب 
                          "دلالة الحائرين" . قال : "فلما جاءت ملّة 
                          الإسلام ، ونُقلت إليهم كُتب الفلاسفة ، نُقلت إليهم أيضا 
                          تلك الردود التي أُلّفت على كُتب الفلاسفة . فوجدوا كلام 
                          يحيى النحوي ، وابن عدي ، وغيرهما ، في هذه المعاني . 
                          فتمسّكوا به ، وظفروا بمطلب عظيم بحسب رأيهم"15.  فلم يذكر من الفلاسفة سوى يحيى النحوي (وهو الفيلسوف 
                          الإسكندراني الشهير ، الذي عاش في القرن السادس الميلادي 
                          ، المعروف ﺑ (JOHANNES PHILOPOUS) ، ويحيى ابن عدي . ولم 
                          يذكر مثلا أبا بشر متّى بن يونس أو يوحنا بن حيلان ، معلّمَي 
                          الفارابي ، ولا الفارابي نفسه . فتأملْ !  3 – تأثيره على الفلاسفة العرب المسيحيين  أما بخصوص المفكرين المسيحيين ، فيكاد لا يوجد مفكّر 
                          منهم إلا وقد تأثّر بمصنّفات أبي زكريا يحيى بن عدي ، 
                          لا سيما إذا دار الحديث حول موضوع التوحيد والتثليث . 
                          ومن المستحيل إحصاء هؤلاء المفكرين ، وبالحري توضيح 
                          وجه تأثرهم بيحيى . لذلك أكتفي في هذه العجالة بسَرْد 
                          أسمائهم ، مع ذكر النص أو النصوص المتأثرة بفكر يحيى . 
                          وقد رتّبتُ الأسماء ترتيبا تاريخيا . 1 – أبو علي عيسى بن زُرْعة (ت 1008م)16 
 |