سافرت بعد ذلك إلى "دلهى" ودخلت مدرسة إسلاميّة لأتقن اللغة العربيّة،
وكان رئيس المدرسة مولانا عبد الجليل، وهو باتهانى (أفغانى مقيم بالهند)،
والثانى كان مولانا فاتح محمد خان من قندهار. وبمساعدة هذين السيّدين
الكريمين أكملت دراسة علم الكلام، ثم أقبلت على دراسة الأحاديث والتفاسير.
وكنت أثناء النهار أدرس مع زملائى، وفى الأمسيات أتلقّى دراسات خاصّة على
يدىّ السيّد عبد الجليل. وبفضلٍ من الله امتلكت ناصية العلوم التى كنت أود
أن أدرسها.
المواجهة الأولى مع المسيحيّين:
وذات يوم فى طريق عودتى مع بعض أصدقائى من نزهة، مررت بجماعة كبيرة من
الناس مجتمعة على بُعد قريب من مدرستنا. وعندما اقتربت منهم سمعت حواراً
يدور عن عقيدة التثليث بين واعظ مسيحى وبعض تلاميذ مدرستنا. وكان الواعظ
يحاول أن يبرهن عقيدته فى الثالوث من قول القرآن "ونحن أقرب إليه من حبل
الوريد" (ق١٦) فقال: إن كلمة "نحن" بصيغة الجمع تدلّ على أنّ وحدانيّة
الله وحدانية مركبة، لا وحدانيّة بسيطة. فلو كانت وحدانيّة الله بسيطة لقال
"أنا". ولم يقدر تلاميذ مدرستنا أن يجاوبوه. فطلب أصدقائى منى أن أردّ،
فتدخلت وقلت: "إن كلمة نحن بصيغة الجمع تدل على الجلال والعظمة".وكانت تلك
أوّل فرصة لى ألتقى فيها مع مسيحى فى دائرة الجدال والمناظرة. وتولدت
داخلى فى ذلك اليوم رغبة فى مجادلة المسيحيين. وبدأت أجمع الكتب التى
تهاجم المسيحية ودرستها بدقة. ثم أخذت أذهب فى أيام معيّنة إلى مكان الحوار
لمناقشة الوعّاظ المسيحيّين.
|