ثم قدّم لى القسيس نسختين من الكتاب المقدس، إحداهما باللغة الفارسية
والأخرى باللغة العربية، وطلب منى أن أقرأهما. فشكرناه وخرجنا من بيته.
ولم أعر ما قاله القسيس التفاتاً، ولا فتحت أيّاً من الكتابين اللذين
أعطاهما لى، فقد كانت كل رغبتى قراءة أجزاء معيّنة فقط من الكتاب المقدس
بهدف اكتشاف الأخطاء التى أشار إليها أصحاب الكتب التى تهاجم الكتاب
المقدس. ولم أجد عندى حاجة لأقرأه كله، وصرفت مدة إقامتى فى دلهى أجادل
المسيحيين وأهاجمهم.
دراسـات أعمـق :
واستقر عزمى على أن أسافر إلى بومباى، حيث كان لى حظ مقابلة مولانا
هدايات الله. وكان محترماً فى كل المنطقة كرجل متفقّه فى علوم الدين بدرجة
عظيمة. وكان أصلاّ من كابول ويعرف عائلتى. وعندما عرفنى وعد أن يقدم لى كل
معونة ممكنة، ونصحنى أن أدرس الأدب، وسمح لى أن استخدم مكتبته العظيمة،
فبدأت أدرس تحت إرشاده. وكان قد تعلم فى القسطنطينيّة والقاهرة والجزيرة
العربية، وكان عظيم المعرفة وأعطانى دروساً فى الفارسية.
وجاء فى ذلك الوقت أستاذ عظيم وعالم جليل فى الفلسفة والمنطق من مصر، هو
مولانا عبد الأحد، وهو أصلاً من منطقة جلال أباد فى أفغانستان. والتحقت
بالمدرسة التى يدرّس فيها، وتلقّيت العلم على يديه، ولقد عاملنى كابن له
وأعطانى غرفة قريبة من غرفته لأكون قريباً منه، فأحصل على نصائحة وتعاليمه
فى أى وقت أشاء.
مزيد من الجدل مع المسيحيين :
ذات يوم كنت أتمشى مع بعض أصدقائى الطلاب عندما وجدت
بعض الوعاظ المسيحيين يخاطبون الناس، فتذكرت ما حدث معى فى دلهى واتجهت
بعزم نحوهم فشدّنى أحد زملائى وقال لى:
|