أما الملكات العقلية الثلاث السيئة فقد سيطرت على الملائكة وعلى آدم حتى
وقتنا الحاضر كما يقول الحديث التالى: "روى عن أبى هريرة قال محمد: لما
خلق الله سبحانه وتعالى آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من
ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عينى كل إنسان وبيصاً من نور. ثم عرضهم
على آدم، فقال آدم: أى رب، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك. فرأى رجلاً منهم
فأعجبه وبيص ما بين عينيه. فقال: يا رب، من هذا؟ قال داود. قال: كم جعلت
عمره؟ قال: ستين سنة. قال: يا رب زدْه من عمرى أربعين سنة. قال محمد: فلما
انقضى عمر آدم إلا أربعين جاءه ملك الموت، فقال آدم: أوَلم يَبْقَ من عمرى
أربعون سنة؟ قال: أوَلم تعطها ابنك داود؟ فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسى آدم
فأكل من الشجرة فنسيت ذريته" (أخرجه الترمذى وغيره).
ومن هذا الحديث نرى بوضوح أن كل أبناء آدم خطاة، لأن خطية آدم دخلتهم
جميعاً بمن فيهم الأولياء والأتقياء. وهكذا اعترف آدم وحواء: "قالا: ربنا
ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا ولنكوننّ من الخاسرين" (الأعراف
٢٣). ويقول النبى إبراهيم: "ربنا أغفر لى ولوالدىّ وللمؤمنين يوم يقوم
الحساب" (إبراهيم٤١).
وعن أبى هريرة، قال: كان رسول الله (صلعم) يسكت بين التكبير وبين القراءة
إسكاتة. فقلت: بأبى أنت وأمى يا رسول الله! إسكاتك بين التكبير وبين
القراءة ما تقول؟ قال: "أقول: اللهم باعد بينى وبين خطاياى كما باعدتَ بين
المشرق والمغرب. اللهم نقّنى من الخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم اغسل خطاياى بالماء والثلج والبرد" متفق عليه (مشكاة المصابيح تحقيق
الألبانى حديث ٨١٢).
|