حدثنا الحسن بن يحي، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن إسماعيل
بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم، قال: كان عبد الله بن رواحة واضعٌ رأسه
فى حجر امرأته، فبكى، فبكت امرأته، قال: ما يبكيكِ؟ قالت: رأيتك تبكى
فبكيتُ. قال: إنى ذكرت قول الله "وإن منكم إلا واردها" فلا أدرى أنجو
منها، أم لا؟ (تفسير الطبرى ـ مريم :٧١).
لقد اتضح لى معنى الآية إذاً. لابد أن كل شخص يدخل النار ثم يخرج منها
حسب أعماله. ومع أن معنى الآية واضح للغاية فى القرآن، إلا أنى أردت أن
أُسند المعنى فى ذهنى بأقوال نبى الإسلام نفسه. وبالرغم من أنه كان يمكننى
أن أتوقف عن البحث عند هذه النقطة، إلا أنى قررت أن أستمر فى الدراسة.
وبعد بحث وصلت إلى هاتين الآيتين: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا
يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم. وتمّت كلمة ربك لأملأنَ جهنم
من الجنّة والناس أجمعين" (هود ١١٩،١١٨).
ولقد صدمتنى قراءة هاتين الآيتين صدمة عنيفة حتى أنى أغلقتُ القرآن وغبت
مع أفكارى وقتاً طويلاً. وحتى عندما نمت لم أجد راحة، لأن أفكارى أصبحت
كوابيس. كان صعباً علىّ للغاية أن أهجر إيمان آبائى، فقد كان موتى أهون
علىّ من ذلك. وحاولت أن أجد طريقة تمنعنى من التفكير فى هذا الموضوع،
وتبعدنى عن مواجهة المشكلة، حتى لا أترك دين آبائى. فأخذت أفتش من جديد فى
الحديث. ولم يكن هذا الأمر سهلأ، لأن الأحاديث كثيرة وفى مجلدات كبيرة.
ولكنى قررت أن أستمر فى الدراسة معتمداً على معونة الله.
|