١٥ لمـاذا صـرتُ مَسيحيّـاً ؟

ولقد وجدتُ أن الأحاديث تحدد ثلاث طرق لنوال الخلاص:‏

أولاً ـ الخلاص بالعمـل

‏[١] لا توجد أيّة علاقة بين أعمال الإنسان وبين خلاصه. فحتى أشرّ الخطاة الذى قضى حياته فى ‏المعاصى والكبائر يمكن أن يدخل الجنة. بينما يمكن أن أفضل الناس على الإطلاق، والذى صرف ‏حياته فى العمل الصالح يدخل النار. وإليك الحديث التالى: عن أنس: أن النبى صلعم ومعاذٌ رديفُه ‏على الرحل قال: "يا معاذ!" قال: لبيك يا رسول الله وسعديْك. قال: "يا معاذ!" قال: لبيك يا رسول ‏الله وسعديْك، ـ ثلاثاً ـ قال: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صدقاً من ‏قلبه إلا حرّمه الله على النار". قال: يا رسول الله! أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: "إذاً ‏يتكلوا". فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً. متفق عليه (مشكاة المصابيح حديث ٢٥ تحقيق الألبانى).‏

ولقد وجدت حديثاً آخر يؤيد نفس الفكرة مروىّ عن أبى ذر، يؤكد أن لا صلة بين عمل ‏الإنسان وخلاص نفسه. فحتى الزانى والسارق يمكن أن يجدا مكاناً فى حياة النعيم إذا رددّا ‏الشهادة. ‏

لمـاذا صـرتُ مَسيحيّـاً ؟ ١٦

عن أبى ذر قال: أتيت النبى صلعم وعليه ثوب أبيض، وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: ‏‏"ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة "قلتُ: "وإن زنى وإن سرق؟". ‏قال: "وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبى ذر". وكان أبو ذر إذا حدّث بهذا قال: "وإن رَغِمَ ‏أنفُ أبى ذر". متفق عليه.(مشكاة المصابيح حديث ٢٦ تحقيق الألبانى).‏

وروى أبو نعيم من حديث أبى الزبير عن جابر قال: "وسمعت رسول الله صلعم يقول: "لا ‏يُدخِلُ أحداً منكم الجنة عملُهُ، ولا يجيرُه من النار، ولا أنا، إلا بتوحيد من الله تعالى". إسناده على ‏شرط مسلم وأصل الحديث فى الصحيح (حادى الأرواح لابن قيم الجوزية الفصل التاسع عشر).‏

وعندما قرأت هذه الأحاديث تبادر إلى ذهنى سؤال: هل من العدل أن إنساناً قضى حياته فى ‏المعاصى والكبائر، ولم يفكر فى عمل أى خير يدخل الجنة، بينما يمضى آخَرُ إلى النار رغم أنه ‏قضى حياته كلّها فى عمل الخير؟!.. وأثناء قراءتى وجدت الحديث التالى الذى يجعل دخول الجنة ‏أوالنار تبعاً لما قُدِّر على الإنسان:‏