١٩ لمـاذا صـرتُ مَسيحيّـاً ؟

طريـقُ المَسيحيّة للخــلاص

وفى هذه الحالة اليائسة بدأت اقرأ الإنجيل المقدس، وأنا أرجو أن أصلح الكثير من أخطائى. ‏فقرأت قول المسيح: "تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم" (متى ١١: ٢٨) . ‏ولا أستطيع أن أصف مقدار فرحى بهذه الآية. لم أكن أفتش عنها قصداً، كما أنى متأكد أنى لم ‏أرها بالصدفة، لكن الله هو الذى أعطاها لى إجابة لصلاتى وبحثى وتفتيشى عن الحق. كانت هذه ‏الآية بالنسبة لى أنا الخاطئ إعلاناً بأخبار مُفرحة. لقد تركت الآية تأثيرها العظيم على نفسى ‏فمنحتنى السلام والراحة والفرح،‎ ‎وضاع منى فوراً كل إحساس بالضياع والقلق.‏‎ ‎إن المسيح يقول: ‏‏"أنا أريحكم" هذا يعنى أن الخلاص متوقف عليه. أنه لا يشير إلى طريق نسلكه لنجد الراحة، لكنه ‏هو نفسه الطريق، ثم قرأت بعد ذلك قوله: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى ‏الآب إلا بى". (‏يوحنا ١٤: ٦).‏

ولكن سرعان ما داهم عقلى سؤال: هل يمكن أن يضع الإنسان ثقته فى هذا الوعد الضخم من ‏المسيح؟.. وجاوبت: إن الإنسان يمكن أن يجد راحته فى هذه الكلمات، لأن المسيح فى نظر ‏المسلمين كامل بلا خطية "وجيه فى الدنيا والآخرة" وهو "كلمة الله وروح منه". وهذه كلها تعلن ‏كمال المسيح. ثم أن المسيحيين يقولون إنه الإله الكامل، والإنسان الكامل الذى خلت حياته من كل ‏خطأ ورغبات أرضية. ولذلك فإن المسيح العظيم الكامل فى نظر المسيحيين والمسلمين لا بد ‏يمتلك من الإمكانيات ما يجعله قادراً على تحقيق وعده بالراحة لكل من يأتى إليه.‏

لمـاذا صـرتُ مَسيحيّـاً ؟ ٢٠

ثم بدأت أفكر فى مواعيد المسيح لى بالخلاص، فوجدت قول المسيح: "ابن الإنسان لم يأتِ ‏ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (متى٢٠: ٢٨). وعندما قرأت هذه الآية اكتشفت أن ‏المسيح يقدم للإنسان خلاصه، فقد بذل المسيح نفسه عن الخطاة، وهو الطريق العجيب الذى ‏لايمكن للعالم كله أن يقدم نظيراً له. ولقد أسّس كثيرٌ من البشر دياناتٍ فى عالمنا، ولكن لم يقل ‏واحد منهم إن موته سيكون سبب غفران الخطايا. المسيح وحده هو الذى قال عن نفسه هذه ‏الكلمات، وحققها فعلاً.‏

وعندما وصلتُ إلى هذه النتيجة امتلأت نفسى بالابتهاج الفائق الحد. وتركَتْ صورة المسيح ‏ومحبته فى قلبى تأثيراً بالغاً. وعندما كنتُ منتشياً بهذه الفرحة السماوية، داهم عقلى سؤال: ولكن ‏ما هى الحاجة إلى كفارة المسيح وتضحيته؟.. ألم يكن ممكناً أن يقدم الخلاص دون أن يموت؟.. ‏وجعلتُ أفكر فى هذا السؤال الجديد ووجدت له الإجابة. إن الله رحيم وعادل. فلو أن المسيح ‏وعدنا بالخلاص دون أن يبذل نفسه عنا، فإن مطالب الرحمة تكون قد ُوّفيت تماماً. لكن إن كان ‏الله يريد أن يوفى مطالب عدله، فلا بد أن يكون المسيح كفّارة عن كثيرين بدمه. وهكذا بيّن الله ‏محبته لنا. ثم وجدت فى الإنجيل هذا القول العظيم: "فى هذا هى المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، ‏بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا". (١يوحنا ٤: ١٠).‏