- ٦ -

عقولنا القاصرة إلا بواسطة إعلان الله عن نفسه. وإعلانه بواسطة أنبيائه متضمن في العهدين القديم والجديد.

إن الرب يسوع المسيح هو أعظم الأنبياء بل أعظم من نبي كما سنبين ذلك قريباً. وعلى كل إنسان يريد معرفة الله ويفتش عن الحق أن يجهد نفسه لمعرفة المسيح ولفهم ذاته الحقيقية ومقامه وجلاله وإذا وجد أثناء بحثه مساعدة لفهم هذه الحقائق فلا شك أن قلبه يطفح شكراً وسروراً.

لذلك كان غرض هذا الكتاب بمعونة الله مساعدة إخواننا المسلمين الذين لهم شديد الاشتياق لمعرفة الحق.

إن كاتب هذه الكلمات يعرف حق المعرفه أنه يوجد كثيرون من إخواننا المسلمين يعرفون قليلاً عن يسوع ويقولون أنهم يؤمنون به ولكن ظهر مما جاء في كتبهم ومن المحادثات الكثيره معهم أن معرفتهم عنه ناقصة واحترامهم له ليس كما يجب.

إن إخواننا المسلمين يعتبرون المسيح نبياً كغيره من الأنبياء ويعتبرونه أحد الستة المرسلين أولى العزم الذين أتوا بوحى جديد ويعطون له ألقاباً أعظم مما يعطونها لغيره مثل ( كلمة الله ) ( وروح منه ) ولكنهم بالأسف لا يعطونه مقامه الذي ذكره هو عن نفسه

- ٧ -

بوضوح وتكرار بل لا يقبلونه فلذلك إعتقادهم في المسيح ناقص ويختلف كثيراً عن اعتقاد المسيحيين.

إن المسيحيين يؤمنون بموجب تعاليم المسيح ورسله أنه ليس أعظم جميع الأنبياء فقط بل وأعظم جميع المخلوقات في طبيعته ومقامه وأن هذا الاختلاف في الرأي كان ولا يزال السبب الأهم في المنازعات التي قامت بين المسلمين والمسيحيين وأدت إلي عداوة مستحكمة بينهم.

والسبب الأكبر في قيام هذه المنازعات هو أن إخواننا المسلمين لم يدرسوا هذا الموضوع. كما جاء في العهد القديم والعهد الجديد للإستفاده ولكن للتحامل وذلك لأنه قد إنطبعت في عقولهم تلك الفكرة العقيمة القائلة أن كتب اليهود و الميسحيين حرفت أو علي الأقل فسدت ولكن في ( ميزان الحق ) الجزء الأول والطبعة الجديدة دحض المؤلف هذه الأقوال مظهراً لنا أن هذه الفكرة المبتدعة تناقض تعاليم القراًن وتباين الحقائق التاريخية. أما وقد زالت من أمامنا هذه العثرة نرجو من أرحم الراحمين أن يستعمل هذه الكلمات لإظهار مقام يسوع الحقيقي وذاته الإلهية لإخواننا المسلمين الذين يقولون عنه أنه ( كلمة الله ).