من طبيعة
مجري الأمور يتضح أن البرهان علي مقام المسيح وذاته يجب
إستنتاجه مما قاله عن نفسه ومن تعاليم الأنبياء والرسل
عنه. ففي الباب الأول من هذا الكتاب إيضاح تام لمعنى (
ألوهيته) من الكتاب المقدس ولكن قبل الخوض فى ذلك يجب
أن نذكر بعض الصعوبات التى ربما يقع الإنسان فيها فيصعب
عليه فهمها.وهنا أوجه أنظارحضرات القراء إلىبعض التعاليم
التى نراها في كتبهم حتى تمكنهم من فهم ما سنجىء به من
الكتاب المقدس.
ولا ضرورة لأن نذكرأن فى إشارتنا إلى
كتب المسلمين لا نقصد استعمالها كبرهان على حقيقة التعاليم
التى نتعلمها من الكتاب المقدس لأننا إذا عملنا ذلك نكون
قد خالفنا قواعد المنطق ولكننا نستعملها كى نبرهن لهم
من كتبهم أن ما نؤمن به ليس بكذب وبهتان كما يدعى الكثيرون
من أعداء المسيحية.
ومن المعلوم أن القرآن لا يشهد فقط بعظمة
يسوع ومقامه ولكنه يلقبه أيضاً بألقاب أعظم من ألقاب بقية
الأنبياء والرسل وذلك يراه المطلع بإمعان ظاهراً واضحاً
عند قراءة الآيات القرآنية التى تختص بالمسيح وإتفقت على
ذلك أحاديث كثيره أيضاً ولكننا الآن نكتفى بآيتين ذكرهما
القرآن الأولى فى سورة الأنبياء آيه 91 إذ يقول عن
|