(7) أظهر المسيح ذلك أيضاً بطريقة غامضة
نوعاً ما إذ قال لليهود فى ( يوحنا 8 : 23 ) " أنتم
من أسفل أما أنا فمن فوق أنتم من هذا العالم أما أنا فلست
من هذا العالم " ولكى لا نشك فى هذا الكلام قال فى
(يوحنا 8 :42 ) " لأنى خرجت من قبل الله وأتيت "
وقال لتلاميذه فى ( يوحنا 16 : 27 و28 ) " لأن الآب
نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتمونى وآمنتم أنى من عند الله
خرجت - خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك
العالم وأذهب إلى الآب ".
وقد عرف يوحنا المعمدان هذه الحقيقة وكان يعلم قائلا
" الذى يأتى من فوق هو فوق الجميع والذى من الأرض
هو أرضى ومن الأرض يتكلم الذى يأتى من السماء هو فوق الجميع
وما رآه وسمعه به يشهد " ( يوحنا 3 : 31 و32 ) ومع
أن هذه الكلمات وحدها لا تثبت ألوهية يسوع المسيح إلا
أنها تبرهن أنه جاء من السماء ومن عند الله وأنه ليس كغيره
من الأنبياء كموسى وداود وإيليا ويوحنا المعمدان – هذه
العبارة مقتطفة من تعاليم كثيرة حولها لإثبات لاهوت المسيح
ولا يمكننا فهمها إلا إذا كنا نفهم التعاليم الأخرى الخاصة
بذلك وعندئذ يتضح لنا تماماًَ معنى قوله " أن المسيح
جاء من عند الله " أو كما يقول المسلمون أنه روح.
|