- ٦٠ -

لا ينسبونها لغيره من الناس ففى إنجيل يوحنا قال البشير أن كلمة الله كان فى البدء مع أبيه " فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان فى البدء عند الله " ( يوحنا 1 : 1 و2 ) وفى (يوحنا الأولى 1 : 1 – 3 ) قال الرسول " الذى كان من البدء الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحيوة فإن الحيوة قد أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحيوة الأبدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا. الذى رأيناه وسمعناه نخبركم به لكى يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ".

فواضح أن هذه الآيات تشتمل على ألقاب إلهية نسبت إلى يسوع المسيح وتبرهن لنا النقطة المهمة التى نحن بصددها الآن.

يقول أيضاً إنجيل يوحنا أن المسيح فيه حياة فقد قيل فى أصحاح 1 عدد 4 " فيه كانت الحيوة والحيوة كانت نور الناس " وقد شهد بطرس على أن المسيح هو المخلص الوحيد لبنى آدم فقال فى أعمال 4 : 12 " وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص ".

يشهد كثيرون من الرسل أن المسيح عرف أفكارالناس ولا

- ٦١ -

ينكر أحد أن هذه الصفة إلهية ولا يمكن أن تنسب إلا لله عارف القلوب ولقد قال سليمان الملك فى صلاته عند تدشين هيكل الله فى أورشليم " لأنك وحدك قد عرفت قلوب كل بنى البشر " ( ملوك الأول 8 : 39 ) ويقول الله فى نبوة إرميا " أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى " ( إرميا 17 : 10 ) وقال بطرس فى أعمال الرسل 15 : 8 " والله العارف القلوب شهد لهم " ويعنى بذلك أنه بإعطاء الروح القدس للأمم المتجددين شهد الله لإخلاصهم وإيمانهم وكان الله يعلم ذلك يقيناً. وإنجيل متى إصحاح 9 يعلمنا أن اليهود فكروا فى قلوبهم أن المسيح مجدف لقوله للمفلوج الذى شفاه " ثق يا بنى مغفورة لك خطاياك " ويقول الكتاب أيضاً " فعلم يسوع أفكارهم " وقد عرف أيضاً أفكار الإنسان المريض حيث أدرك أن المقصود ليس هو شفاء الجسد ولكن غفران خطيته وفى موضع آخر لما شفى المسيح المجنون والأعمى والأخرس وسمع الفريسيون بذلك أذاعوا بين الشعب أن " هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين فعلم يسوع أفكارهم " ( متى 12 : 25 ) وقال لهم " كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب " وهنا يظهر جلياً صفة من صفات المسيح الإلهية.

كذلك نقرأ فى إنجيل يوحنا أصحاح 1 : 45 – 51 ) لما كان نثنائيل