لا يوجد بين الله وبين أحد مخلوقاته
مشابهة تامة من كل جهة (وثانيهما) أننا لا نريد بهذه الأمثال
أن نبرهن على حقيقة تعليم الثالوث ويجب أن نعلم أن هذا
التعليم لا يمكن إثباته إلا بما أعلنه الله فى كتابه ومهما
جد الإنسان واجتهد لا يمكنه ولن يمكنه. وقد أثبتنا صحته
من الكتاب المقدس وفى هذا كفاية لكل من يؤمن أن الكتاب
المقدس موحى به من الله تعالى.
أما غرضنا الآن فهو أن نبين أن التعليم متفق مع ما نتصفحه
من موجودات العالم التى حولنا ومن طبيعة الإنسان الداخلية
وإذا وجد أحد القراء أنه عاجز عن فهم بعض الإيضاحات التى
سنذكرها أو وجدها شيئاً لا يعتد به فنكون قد حاولنا عبثاً
أن نزيل هذه الصعوبات التى تعترضه فى سبيل فهم هذا التعليم
ولكن فشلنا هذا لا يمنعه من أن يعتقد أن الكتاب المقدس
يعلم هذا التعليم. إننا الآن لا نتكلم عما جاء فى الكتاب
ولكننا نريد أن نبين أن الطبيعة تعلمنا عن هذا السر الإلهى
العظيم وإن اعترض بعضهم بقوله أن الطبيعة لا تعلمنا هذا
السر بصراحة تامة فنحن نوافقهم على ذلك لأن غرضنا هنا
كما قلنا هو أن نشرح مثله من الطبيعة الحقائق التى أعلنها
الله لنا فى كتابه.
أجمع الفلاسفة أن كل موجود له ثلاث نسب أو درجات وهذه |