وسنرى نحن فى طريق بحثنا أن ما يزعمه
البعض بأن المسيحيين يؤمنون بثلاثة أقانيم هى ثلاثة وحدات
عددية منفصلة عن بعضها إن هذا الزعم مناقض لتعاليم المسيحية
كل التناقض.
نعم لو كنا نعتقد أن الوحدة هى وحدة عددية منفصلة ففى
تلك الحالة لا تجتمع الأحدية والجمعية وكذلك لا يوافق
تعليم الثالوث الأقدس القول بوحدة الذات الإلهية - لكننا
لم ولن نقول بثلاث وحدات عددية منفصلة. إنما هذا الزعم
الباطل هو العامل الأقوى فى سوء فهم الغير لتعليم الثالوث
الأقدس(1).
ولا يخفى على ذوى الألباب أن الله أعلن نفسه فى أعمال
الخليقة وفى كتابه المقدس أيضاً وحيث أن الخليقة صدرت
من نفس مصدر الوحى الإلهى فإنها نوعاً ما تشرح معناه لنا
كما أنه من الجهة الأخرى يحل الكتاب المقدس بعض ألغاز
الطبيعة ( أى الموجودات ) ومن يمعن النظر فى هذه الموجودات
ويدرس تأثير الواحدة على الأخرى
(1) قال هيجل وهو أعظم فيلسوف ألمانى
" لو فرضنا أنه لا معنى قط فى المعتقد الذى بقى مدة
2000 سنة أقدس معتقد مسيحى ( أى الثالوث الأقدس ) فيكون
فى ذلك عجب العجاب " وقد اعتقد هيجل أن ذلك التعليم
هو الأساس الجوهرى للديانة. |