أما عقلنا فهو قادر فقط أن يرشدنا لنقبل
ما هو حق وما أعلنه الإله الحق يرشدنا أن نعلم أن ليس
إله إلا واحد وأن فى الوحدة الإلهية ثلاثة أقانيم وهم
الآب والإبن والروح القدس ولا تستحوزن علينا الغرابة إذ
لم يمكننا أن نسبر هذه الأسرار لأن الله عليم يزن الأشياء
بميزان العلم والمعرفة وهو نفسه لا يمكن أن يُعرف هو الحكيم
ومن فرط حكمته المتناهية تظهر حكمة الإنسان كأنها نقطة
من بحر أمام تلك الحكمة الواسعة وما إدراك الإنسان الروحى
إلا ذرة من بهاء مجده الساطع الذى يفوق كل وصف.
وإن كنا نجد صعوبة فى توضيح تعليم الثالوث توضيحاً تاماً
ولكننا نأمل بإرشاد روح الله أن نوضح ذلك فى الفصل الثانى
حتى يفهم أولئك الذين يفتشون عن الحق ذلك التعليم الذى
أعلنه الله فى كتابه والذى لا يناقض العقل أبداً وإن كنا
لا نقدر على إدراكه لضعف عقولنا ولا نقدر أن نفهمه من
تلقاء أنفسنا لو لم يعلنه الله لنا.
الفصل الثانى
فى بعض الإيضاحات المختصة بهذا السر
الإلهى سر الثالوث الأقدس
بعد كل ما ذكرناه من الآيات المختصة بتعليم الثالوث فى
الفصل السابق وجب على كل إنسان يؤمن بكلام الله أن يقبل
أن فى وحدة |