- ١٢٦ -

يباركك الرب ويحرسك

يضىء الرب بوجهه عليك ويرحمك

يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاماً " ( عدد 6 : 22 – 26 ).

ربما يظن البعض أن تكرار اسم الله العظيم ثلاث مرات يقصد به التأكيد ولكننا نرى من نور الإنجيل أن هذا يشير إلى تعليم الثالوث الأقدس وإن لم يكن برهاناً عليه.

(ثانياً) إنه توجد آيات مهمة جداً فى نبوات إشعياء ولا يمكن أن تفسر تفسيراً كافياً إلا بمقارنتها بآيات العهد الجديد التى تتكلم عن تعليم الثالوث ففى ( إشعياء 48 : 12 و13 و16 ) يقول الله " اسمع لى يا يعقوب واسرائيل. الذى دعوته أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر ويدى أسست الأرض ويمينى نشرت السموات أنا أدعوهن فيقفن معاً. . . تقدموا إلى اسمعوا هذا لم أتكلم من البدء فى الخفاء منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلنى وروحه " وهنا يقول الأول والآخر خالق السموات والأرض وأن السيد الرب قد أرسله وروحه لقضاء مهمة إلهية معينة منذ البدء وهنا تظهر الأقانيم الثلاثة بأجلى بيان وجميع هذه الآيات تتفق تمام الإتفاق مع تعليم العهد الجديد إذ يقول فيه المسيح " أنا هو الأول والآخر والحى " ( رؤيا 1 : 17 ) ويعلمنا أن

- ١٢٧ -

الآب أرسله ويرسل روحه القدوس ليحل فى قلوب المسيحيين الحقيقيين ويرشدهم إلى معرفة الحق.

وفى العهد القديم آيات كثيرة تشير إلى تعليم الثالوث ولكنها لا تظهر أمامنا واضحة إلا بمطالعة العهد الجديد مكمل العهد القديم وإن كان هذا التعليم غامضاً فى العهد القديم إلى أنه يطلب من كل مؤمن بالله بالحق أن يقبل ما أعلنه فى كتابه المقدس. والعهد الجديد هو نور يستضىء به الإنسان وبه يدرك ما أشكل عليه من العهد القديم إذ أن العهدين مكملان بعضهما بعضاً ولا يستغنى عن أحدهما فاليهود لا يمكنهم أبداً أن يفهموا أسرار العهد القديم الذى يؤمنون به ويجلّونه ماداموا يرفضون الإنجيل وتعاليمه.

فكتاب العهد الجديد قد وضح تعليم الثالوث توضيحاً ظاهراً وقد رأى الله علام الغيوب من حكمته الواسعة أن لا ضرورة لذكر أكثر من ذلك لإعلان نفسه للبشر وقد علمنا الله فى هذا المقام كما فى أمور أخرى كالحياة بعد الموت والقيامة من الأموات ما هو كافياً لإنجاز الواجب المفروض علينا لا اتباعاً لرغبتنا فى المعرفة وفضوليتنا وحيث أن عقل الإنسان عاجز عن إدراك أسرار ذات الله الغير المحدودة فلا يمكن لأحد أن يقول أكثر مما أعلنه الله فى كلامه