الآب أرسله ويرسل روحه القدوس ليحل فى
قلوب المسيحيين الحقيقيين ويرشدهم إلى معرفة الحق.
وفى العهد القديم آيات كثيرة تشير إلى تعليم الثالوث
ولكنها لا تظهر أمامنا واضحة إلا بمطالعة العهد الجديد
مكمل العهد القديم وإن كان هذا التعليم غامضاً فى العهد
القديم إلى أنه يطلب من كل مؤمن بالله بالحق أن يقبل ما
أعلنه فى كتابه المقدس. والعهد الجديد هو نور يستضىء به
الإنسان وبه يدرك ما أشكل عليه من العهد القديم إذ أن
العهدين مكملان بعضهما بعضاً ولا يستغنى عن أحدهما فاليهود
لا يمكنهم أبداً أن يفهموا أسرار العهد القديم الذى يؤمنون
به ويجلّونه ماداموا يرفضون الإنجيل وتعاليمه.
فكتاب العهد الجديد قد وضح تعليم الثالوث توضيحاً ظاهراً
وقد رأى الله علام الغيوب من حكمته الواسعة أن لا ضرورة
لذكر أكثر من ذلك لإعلان نفسه للبشر وقد علمنا الله فى
هذا المقام كما فى أمور أخرى كالحياة بعد الموت والقيامة
من الأموات ما هو كافياً لإنجاز الواجب المفروض علينا
لا اتباعاً لرغبتنا فى المعرفة وفضوليتنا وحيث أن عقل
الإنسان عاجز عن إدراك أسرار ذات الله الغير المحدودة
فلا يمكن لأحد أن يقول أكثر مما أعلنه الله فى كلامه |