- ١٧٠ -

وأكثر من كل ذلك يمنحنا عطية روحه القدوس فتمتلئ قلوبنا بمحبة الله وبواسطة الروح القدس يمكن للمؤمن الحقيقى أن يعمل الصلاح والبر. يقول فى ( غلاطية 5 : 22 و23 ) " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ضد أمثال هذه ليس ناموس " إن النعمة التى يمنحها الله على المؤمنين بواسطة الروح القدس توجد فى نفوسهم الاشتياق لعمل الصالحات وتبعدهم عن الشر كما قال الرسول فى ( تيطس 2 : 11 – 14 ) " لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى فى العالم الحاضر منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذى بذل نفسه لأجلنا لكى يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً فى أعمال حسنة ".

وحيث أن تعليم الثالوث فى وحدة الذات الإلهية يقودنا إلى فهم تجسد المسيح وطريقة الخلاص بواسطة وتأثير الروح القدس فى قلوب وحياة أولئك الذين يؤمنون به وحيث أن الله قد أعلن

- ١٧١ -

لنا بهذا التعليم فى كتابه الكريم قداسته ورحمته ومحبته فالواجب أن نؤمن بهذه الحقيقة الظاهرة ظهور الشمس فى رابعة النهار ونعتقد أنها مطابقة لعظمة الله ومجده وبدونها لا يمكن للإنسان أن يحصل على خلاصه وعلى السعادة الحقيقية فى العالم الآتى.

وفى الختام يجب أن نبين لقرائنا الكرام أن نكران تعليم الثالوث يقود الإنسان إلى عدم الإيمان بألوهية كلمة الله يسوع المسيح ربنا ولكن من ينكر هذه الحقيقة فهو لايعرف الله حق المعرفة لأن المسيح نفسه قال " أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتى للآب إلا بى لو كنتم قد عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً " ( يوحنا 14 : 6 و7 ).

وكل من لا يؤمن بكلام المسيح فى الإنجيل فهو لا يؤمن به مطلقاً وكل من لا يؤمن بألوهيته لا يمكن أبداً أن يصل إلى معرفة قداسة الله وعدله ورحمته ومحبته ولا يمكنه أن يجد المخلص المعصوم والوسيط الوحيد ليخلصه من خطاياه ويمنحه الخلاص الأبدى والحياة الأبدية كما يقول الكتاب " كل من ينكر الإبن ليس له الآب أيضاً ومن يعترف بالإبن فله الآب أيضاً " ( يوحنا الأولى 2 : 23 )