- ١٦٨ -

من الخطية ومن غضب الله ومن خوف جهنم النار الذى يرتعب منها الإنسان نفساً وجسداً عند ذكرها ويكون قد عرف أن الله قبله وهو لا يستحق رحمته ومحبته وتأكد خلاصه المجانى فى المسيح يسوع فيلهج قلبه بالشكر لله ويقول مع داود " كما يترأف الآب على البنين يترأف الرب على خائفيه " ( مزمور 103 : 13 ) ويتأكد بعد ذلك أن كل ما يعمله أبوه السماوى يعمله لخيره ومنفعته وأن الصعوبات والآلام التى تقابله هى غلبة وفرح وسعادة ويكون اتكاله على الله تعالى كاملاً وصلواته وتضرعاته مقبولة أمام عرش الله. إن المؤمن عندما يذوق لذة الخلاص عطية المسيح يمتلئ قلبه فرحاً ويتأكد أنه سيدخل فى السماء حيث يتمتع بالحياة الأبدية والمجد الأبدى كما قال الرسول فى ( رومية 5 : 1 – 8 ) فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذى به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التى نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله وليس ذلك فقط بل نفتخر أيضاً فى الضيقات عالمين أن الضيق ينشئ صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزى لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا لأن المسيح

- ١٦٩ -

إذ كنا بعد ضعفاء مات فى الوقت المعين لأجل الفجار فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بار ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت ولكن الله بين محبته لنا إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " وقال أيضاً فى ( غلاطية 3 : 26 ) " لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع " وقال فى ( رومية 8 : 15 – 17 ) " إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبنى الذى به نصرخ يا أبا الآب الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه " ومعنى " ورثة الله " أن المؤمنين يشتركون مع الله فى المجد والبركة التى يمنحها لهم هناك. وقد قال الرسول فى ( رومية 8 : 18 ) " فإنى أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا " وقال ( فى كورنثوس الأولى 2 : 9 ) " ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه ".

إن أبانا السماوى لا يمنحنا هذه البركات فقط فى العالم الآتى ولكنه يمنحنا منها شيئاً هنا على الأرض كالمغفرة والسلام بل