- ١٦٦ -

به من صميم قلبه لابد أن يحصل على الغفران والفداء والخلاص. قال الرسول فى ( كورنثوس الثانية 5 : 19 – 21 ) " إن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة. إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله لأنه جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" ومعنى هذه الآيات أن المسيح بواسطة موته الثمين صار ذبيحة وكفارة تامة كاملة كافية لأجل خطايا العالم أجمع والله يغفر خطايا أولئك الذين يتوبون توبة قلبية وينيبون إليه بالإيمان الحقيقى بواسطة يسوع المسيح الإنسان المعصوم الكامل الذى حمل خطايانا محبة لخلاصنا وكل الذين يقبلونه مبررون فيه والله لا يقبلنا إلا فى المسيح وفيه يمنحنا كل نعمة وبركة روحية. إن المؤمنين لا ينالون بركة الله والحياة الأبدية بواسطة ما يعملونه من الحسنات ولكن بواسطة محبته ورحمته فى ابنه يسوع المسيح لأنه يستحيل على الخاطئ أن ينال خلاصاً لنفسه باستحقاقاته وأعماله الصالحة كما قال الرسول فى ( رومية 4 : 3 – 5 ) " لأنه ماذا يقول الكتاب فآمن ابراهيم بالله فحسب له براً أما الذى يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل النعمة بل على سبيل دين وأما الذى لا يعمل ولكن يؤمن بالذى يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً ) كل من يؤمن بالمسيح

- ١٦٧ -

فقد نال خلاصاً ويعمل الصلاح بعد ذلك ليس لكى ينال الخلاص ولكن لأنه ناله وأحب الله وأحب أن يسير حسب دعوته والمحبة والمعروف تؤثر على الإنسان لعمل الصلاح أكثر من تخويفه من العقاب أو تشويقه إلى حسن الجزاء والخلاص هذا لا يمكن أن يبتاع لأنه يعطى من الله مجاناً وبلا ثمن ومن يحصل عليه يعتبره كهبة من الله " لأنه أجرة الخطية هى موت وأما هبة الله فهى حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا " ( رومية 6 : 23 ) " لأنه بأعمال الناموس كل ذى جسد لا يتبرر أمامه . . . وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهوداً له من الناموس والأنبياء بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره . . . ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع المسيح ( رومية 3 : 20 – 26 ) وقال الكتاب أيضاً عن المؤمنين بالمسيح إيماناً صادقاً " لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد " ( أفسس 2 : 8 و9 ) لذلك فكل من يؤمن إيماناً قلبياً مخلصاً بالمسيح يسوع ربنا ويقبله مخلصاً ووسيطاً وحيداً تغفر له خطاياه بمجرد هذا الإيمان ويعتق