المقدسة فكل من يرفضها فقد رفض المخلص
الوحيد الذى هو الطريق الوحيد بين الله والناس ولا يمكنه
أن يتأكد قداسة الله وعدله ومحبته الكاملة ولا يمكنه أن
يحب الله بل يؤمن ويرتعب كالشياطين " والشياطين يؤمنون
ويقشعرون " وهذا الارتعاب لا يعطيه السلام والراحة
بل يجعله تعيساً بائساً فلا يشعر بقيمة الخلاص ولا يفرح
بمعرفة الله و محبته ونور الرجوع عن الخطية وسعادة الولادة
الثانية ولا بقبول الله له. فهو إما لا رجاء له مثقل بالمعاصى
مهدد بالخوف من الموت وجهنم وإما يتوهم أنه رجل صالح يصوم
ويحج ( يذهب إلى مكة ) ويعمل أعمالاً أخرى يظن فيها الكفاية
وهى لا تطهر قلبه النجس وعلى مثل هذا الإنسان يصدق قول
المسيح " فإن كان النور الذى فيك ظلاماً فالظلام
كم يكون " ( متى 6 : 23 ) " ولا تريدون أن تأتوا
إلى لتكون لكم حيوة " ( يوحنا 5 : 40 ).
(ثالثاً) - حيث أن بنى البشر خطاة فلا يقدر أحد ولو
كان نبياً أن يخلص نفسه أو غيره من الخطية ومن فظائع نتائجها
وحيث أن الخطية هى ابتعاد عن الله بل هى داء عضال فى الروح
فالإنسان لا يقدر أبداً أن يصير سعيداً ما لم ينج من هذا
الداء ويتحرر منه لأن قداسة الله وعدله لا يسمحان بقبول
إنسان ملوث بالذنوب والمعاصى إذاً فالكفارة |