شرك و أوثان . فهل يأمر القرآن بالشرك ؟ هذا كفر بحقه
. إن القرآن العربى يشهد بأن الكعبة كانت معبد توحيد ،
و تمثيل المسيح و امه على جدرانها ، كما روى الأزرقى ،
و ذلك قبل البعثة بخمس سنوات ، عند تجديد بنائها ، يشهد
بأنها كانت معبدا مسيحيا ، يطوف به قس مكة " النصرانى
" ورقة بن نوفل . و ما كان القس ليطوف بمعبد شرك
و أوثان ، و ما كان القرآن ليأمر بعبادة " رب هذا
البيت " رب شرك و أوثان . هذه شهادة قرآنية أولى
على ذلك .
و الشهادة الثانية فى السورة الخامسة و الثلاثين ( البلد
) حيث يقسم : " لا ! أقسم بهذا البلد ، و أنت حل
بهذا البلد ، ووالد و ما ولد : لقد خلقنا الانسان فى كبد
" ( 1 – 4 ) . إن القسم " بوالد و ما ولد "
قسم ميسحى بالله و المسيح – لا " بآدم و ذريته "
كما يقول الجلالان – و هو قسم تردده عقيدة النصارى من
بنى اسرائيل ، كما نقلها القرآن فى قوله : " قل :
هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد و لم يولد " .
وقسم القرآن " بهذا البلد " برهان على أن مكة
كانت بلد توحيد ، بخلاف الوهم المشهور ، و غلا جعلنا القرآن
يقسم ببلد مشرك ، معاذ الله ! إنما شرك اهل مكة كان "
الى الله " ( الزمر 3 ) ، لا عبادة مخلوق مع الخالق
. فالقسم الثنائى " بهذا البلد ، ووالد ما ولد "
شهادة قائمة لسيطرة المسيحية على مكة و الكعبة ، بخلاف
ما يتوهمون و يوهمون . و اعلان القرآن : " قل : هو
الله احد ، لم يلد و لم يولد " هو اشهار الصراع الناشىء
بين " النصرانية " و المسيحية ، للسيطرة على
مكة و الكعبة ، بفضل الدعوة القرآنية .
و فى السورة السابعة و الثلاثين ( القمر ) يفتتح القصص
القرآنى . و فيها يذكر مصادر دعوته و قصصه ، و يستعلى
بها على المشركين من بنى قومه : " أكفاركم خير من
اولئكم ؟ أم لكم براءة فى الزبر ؟ " ( 43 ) . و يكرر
: " و كل شىء فعلوه فى الزبر " ( 52 ) . و هو
مثل قوله: " و انه لتنزيل رب العالمين ... و انه
لفى زبر الاولين : ألم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بنى
اسرائيل " ( الشعراء 192 – 197 ) ، " زبر الاولين
" أى " كتبهم كالتوراة و الانجيل " ( الجلالان
) . فالقرآن ينتسب فى دعوته إلى النصارى من بنى إسرائيل
، " المسلمين " من أهل الكتاب ، الذين يتلو
معهم " قرآن " الكتاب ( القلم 37 – 38 ، المزمل
1 – 5 ) .
نصل الى سورة (الاعراف) ،التاسعة والثلاثين . وهى سورة
متبعضة أى فيها آى مكى وآى مدنى (حديث النبى الأمى )،من
أزمنة مختلفة . و(الاعراف ) مع (الانعام) هما صورة الجدال
الأكبر فى الدعوة والمعجزة التى يطلبون لتأييدها .يصرح
:"ولقد جئناهم |