التوراة و الانجيل معا ، الى دين موسى و عيسى دينا
واحدا . و تلك البينة بأنه " يتلو صحفا مطهرة ، فيها
كتب قيمة " تؤكد انتساب محمد الى كتاب على الارض
، لا الى كتاب محفوظ فى السماء ، فالقرآن العربى هو قراءة
الكتاب المنزل قبله على العرب ، بلسان عربى مبين .
و فى ( الحج ) ، الثالثة عشرة ، مازال يجادل المشركين
بهدى و علم الكتاب المنير ، " و من الناس من يجادل
فى الله بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير " ( 8
) . فيطلبون منه معجزة حسية ، كعذابهم الموعود ( 47 )
فيجيب : " قل : يا أيها الناس ، إنما أنا لكم نذير
مبين " ( 49 ) فليس عنده معجزة . لذلك " لا
يزال الذين كفروا فى مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة
، أو يأتيهم عذاب يوم عقيم " ( 55 ) . ليس عنده سوى
الآيات الخطابية : " و اذا تتلى عليهم آياتنا بينات
تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر ، يكادون يسطون بالذين
يتلون عليهم آياتنا " ( 72 ) . و سورة ( الحج ) تسجل
ضجة قامت فى المدينة بين الطوائف كلها بسبب تصريح القرآن
بإمكانية إلقاء الشيطان فى تنزيل القرآن ، " ليجعل
ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض ( المنافقين
) و القاسية قلوبهم ( المشركين ) و إن الظالمين ( اليهود
) لفى شقاق بعيد ، و ليعلم الذين أوتوا العلم ( النصارى
) أنه الحق من ربك ، فيؤمنوا به فتخفق له قلوبهم ، و ان
الله لهاد الذين آمنوا ( جماعة محمد ) الى صراط مستقيم
" ( 53 – 54 ) . فالنصارى من بنى اسرائيل "
الذين أوتوا العلم " آمنوا بإحكام الآيات بعد إلقاء
الشيطان فيها ، كما آمنوا بمتشابه القرآن ، لأن الدعوة
القرآنية دعوتهم . لكن إمكانية إلقاء الشيطان فى الوحى
تظل شبهة على الاعجاز فى التنزيل .
و فى ( الفتح ) ، السابعة عشرة ، يرى فى صلح الحديبية
" فتحا مبينا " يؤكد " إنا أرسلناك شاهدا
و مبشرا و نذيرا ليؤمنوا بالله و رسوله " ( 8 – 9
) . فرسالة محمد شهادة . و معجزة هذه الشهادة ظهور دينه
على أديان الجزيرة : " هو الذى أرسل رسوله بالهدى
و دين الحق ، ليظهره على الدين كله ، و كفى بالله شهيدا
. محمد ، رسول الله ، و من معه أشداء على الكفار ، رحماء
بينهم " ( 28 – 29 ) . تكفيه شهادة الله بنصره فى
الجهاد : فلا معجزة و لا اعجاز .
و فى ( الصف ) ، السورة العشرين ، يشيد بفتح شمال الحجاز
حيث " أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ، ليظهره على
الدين كله ، و لو كره المشركون " ( 9 ) ، و يشيد
بالمعجزة التى بدأت جماعته تحبها : " و أخرى تحبونها
: نصر من الله و فتح قريب ، و بشر المؤمنين " ( 13
) . |