يمكن أن يشجعا على التسليم بصحبتها . هذا إلى أن الروايات
غير متواترة و لا وثيقة . و كثير منها ، إن لم نقل أكثرها
، لم ترد فى المدونات القديمة ، الى ما فيها من تخالف
كبير فى الوقت نفسه " .
ثم يخلص إلى هذا التصريح الضخم : " و هذه النواحى
الايجابية فى النصوص القرآنية يصح أن تكون مفسرة لحكمة
ذلك الموقف السلبى ، بحيث يصح أن يستلهم منها و أن يقال
و قد المح إلى ذلك غير واحد من الباحثين أيضا – ان حكمة
الله اقتضت أن لا تكون الخوارق دعامة لنبوة سيدنا محمد
عليه السلام و برهانا على صحة رسالته و صدق دعوته ، التى
جاءت بأسلوب جديد : هو أسلوب لفت النظر إلى الكون و ما
فيه من آيات باهرة ، و البرهنة بها ... ثم أسلوب مخاطبة
العقل و القلب ... ( جعلها ) فى غنى عن معجزات خارقة للعادة
لا تتصل بها بالذات " . سنرى جديلة و حقيقة هذا "
الأسلوب الجديد " فى النبوة و المعجزة .
4 – و فى كتابه الحر الجرىء ( محمد الرسول البشر ) ،
يقول الاستاذ عبد الله السمان 1 – و قد نقلنا شهادته
كاملة فى بحث سابق – " لقد غرم كثيرون من المسلمين
بأن يحوطوا شخصية الرسول بهالة كبرى من الخوارق ، منذ
أن حملت به أمه ، إلى أن لقى ربه ، و بلغ الغلو بهم درجة
لا تطاق . و من المتأكد انه ليس لهم سند من قرآن صريح
أو حديث صحيح " .
و يقول عن مصادرهم ، فى السيرة : " و هذه الكتب
على كثرتها لا يجوز أن تكون مرجعا أصيلا فى هذا الصدد
، لأنها كتبت فى عصور لم يكن النقد مباحا تماما فيها "
، و فى الحديث : " أصبح الحديث الصحيح فى الحديث
الكذب كالشعرة البيضاء فى جلد الثور الأسود – كما يقول
الدار قطنى أحد جامعى الحديث المعروفين " .
ثم يقول عن كتبة السيرة من المتقدمين و المحدثين : "
إن كثيرا من العلماء الدينيين السابقين حرصوا على أن يكون
لمحمد معجزات مشهورة ، حتى لا يكون أقل قدرا من غيره من
اخوانه الرسل ، صلوات الله عليهم أجمعين . و هؤلاء لهم
عذرهم ، فقد راحوا يجمعون الأحاديث صحيحها و ضعيفها و
موضوعها ، دون ما نظر الى ان هذه القضية إنما
محمد
، الرسول البشر ، 10 و 13 ، 72 ، 86 ، 113 . |