تحتاج إلى أخبار معتمدة : و ليست هناك آية قرآنية صريحة
فى القضية ، و لا حديث واحد متواتر".
و يختم بقوله فى المعجزات المنسوبة الى النبى : "
ان كتب الأحاديث و كتب السيرة قد استوعبت آلاف المعجزات
،و منها ما بلغ الى درجة التطرف الذى يفرض علينا الضحك
... و الأحاديث المعتمدة معدودة على الأصابع ، و كلها
آحادية لا تقطع بخبر ... و كتاب السيرة جميعا عنوا عناية
كبرى بأمر الخوارق ليؤكدوا أن للرسول آلافا ، بل عشرات
الآلاف من المعجزات . و هذه المعجزات أم اعتقاجى ، لابد
لتصديقها من خبر قطعى ، و ليست هناك معجزة واحدة يؤكدها
خبر قطعى مما نسب إلى رسول الله " .
لكنه يستنتج : " و لكن الله عز و جل أراد أن يرفع
من قدر الرسالة فيجعلها عقلية منطقية تخاطب العقل و المنطق
. و أيدها بكتاب الله ليعيش معها الى ان يرث الله الأرض
و من عليها ، كآية خالدة معجزة . و قد شق محمد لدعوته
طريقه الى القلوب و العقول ، غير مؤيد بالخوارق التى لم
تصلح من قبل وسيلة لإقناع ، لأن معه نهجا واضحا من كتاب
الله ، ليس فيه تعقيد و لا التواء " . و سنرى هذا
" النهج الواضح " فى النبوة و المعجزة .
5 – و طلع علينا الدكتور نظمى لوقا فى كتابه "
محمد الرسالة و الرسزل " بنظرية جديدة ترد المعجزة
كدليل على النبوة ، و تجعل دليل النبوة و الوحى فى "
صدق النبى " و مطابقة النبوة للحقيقة . قال : "
ما من نبى حمل الينا توكيلا موثقا بأنه ينطق بلسان الوحى
، و إنما كانت آيته صدق ما أتانا به " . و هذه شهادة
أخرى : " و أما المعجزات فلا حجية لها إلا لمن شهدها
شهود العيان . و بيننا و بين تلك أجيال و أجيال . فتبقى
بعد هذه الآيات المغايرة ، الآية الكبرى التى لا يثبت
بغيرها صدق ، و لا يغنى عن غيابها ألف دليل مغاير مهما
بلغت درجته من الاعجاز . و هذه الآية الكبرى هى صدق الكلمة
من حيث هى . فإن الحقيقة آية نفسها تحمل برهانها فى مضمونها
، فيطمئن اليها العقل و يبدو ما يباينها هزيلا واضح البطلان
" ( ص 49 ) .
فهو يضع مقياسين لصحة النبوة ، المقياس الأول فى ذات
الرسالة : " ليس للمعجزات حجية ، و الآية الكبرى
هى أن صدق الرسالة متضمن فى ذات الرسالة " . و المقياس
الثانى فى ذات الرسول ، " ان أول مقياس يقاس به صدق
صاحب الرسالة هو مبلغ إيمانه بها " |