و يرى معجزة أخرى تؤيد اعجاز القرآن فى خلق العرب
دولة تفتح دولة الفرس و دولة الرومان ، " هذا الاعجاز
الرائع لقوة الايمان " ( ص 305 ) . فهل هذا أيضا
يشهد لمعجزة الاعجاز فى ذاته ؟
و يرى أيضا فى الشريعة القرآنية معجزة . و فاته ما قاله
من اختلاف فى الفقه المبنى على أحكام القرآن و شريعته
.
فجل ما عند الشيخ الخطيب ان معجزة الشخصية النبوية لازمة
لإظهار اعجاز القرآن لقد شذ عن سربه ، و جعل قوة المعجزة
فى غير اعجاز القرآن نفسه .
9 – و السيد محمد الغزالى فى ( عقيدة المسلم ) الذى
تواترت طبعاته فى مصر و لبنان و الكويت و غيرها ، يقول
فى ضرورة المعجزة لصحة النبوة : " من حق الناس أن
يسألوا كل رجل يزعم انه مرسل لهم من عند الله : ما دليلك
على صدق قولك ؟ " ( ص 239 ) " و الدليل على
صدق أية دعوى قد يكون بامور حارجة ، أو يكون بحقيقتها
فى نفسها " ( 241 ) . " و قد كان التعويل فى
العصور الأولى على الخوارق المادية فحسب ، أما ما تضمنته
الأديان من حقائق فكانت منزلته ثانوية ، حتى جاء الاسلام
فغض من شأن الاعجاز المادى ، و نوه بالاعجاز العقلى و
القيم المعنوية للرسالات " . " كانت معجزات
الأنبياء شيئا آخر غير الرسالات التى يبشرون بها و يدعون
اليها . إلا ان الله شاء أن يجعل معجزة الرسالة الأخيرة
شيئا لا ينفصل عن جوهرها . فجعل حقائق الرسالة و دلائل
صحتها كتابا واحدا " باعجاز القرآن ( ص 243 ) . "
فلتكن اذا معجزة نبى الاسلام عقلية " ( 245 ) . هذا
ما يردده المتكلمون منذ الجاحظ ، و الفلاسفة الاسلاميون
منذ ابن رشد . فلم يأتنا السيد الغزالى بجديد .
لكن الجديد عنده موقفه من المعجزات فى القرآن و السيرة
: " إن الحكمة الإلهية اقتضت أن تبث فى طريق الرسول
أنواعا من الخوارق التى أيد بها النبيون الأولون ، فجاءت
هذه الخوارق تحمل طابعا خاصا ينبغى أن نعرفه حتى لا نتجاوز
به حدوده الصحيحة . هذه الخوارق ثانوية الدلالة فى تصديق
النبوة و الشهادة لها .
" و الطريقة التى أرسلت بها من عند الله تشير الى
ان الحكمة الإلهية لم تعلق عليها كبير أهمية ، و لم تغض
بها من قيمة المعجزة العقلية التى انفرد بها الرسول .
فقد حدثت جملة من |