و ما قتلوه و ما صلبوه ، و لكن شبه لهم " ؟ (
النساء 157 ) . و ما نظر حضرته فى قوله : " يا عيسى
انى متوفيك و رافعك الى " ( آل عمؤان 55 ) ، "
بل رفعه الله اليه " ( النساء 158 ) . ان رفع المسيح
الى الله حصل فى آخرته على الأرض ، و لا ينتظر اليوم الآخر
، حتى يجعله السيد الغزالى " بعد مماته رفاتا موارى
فى حفرة من التراب " !
فالسيد الغزالى مثل الشيخ الخطيب ، من القوم الذين يصعب
عليهم التسليم بواقع القرآن و موقفه السلبى من كل معجزة
تنسب الى محمد ، مهما قال العلماء المسلمون الصادقون بانتحال
الخوارق و المعجزات لمحمد فى الحديث و السيرة ، كما نقلنا
عنهم .
10 – و السيد عفيف عبد الفتاح طبارة أصدر ( روح الدين
الاسلامى ) فى أربع طبعات من 1955 إلى 1960 ، أهداه الى
" أهل الفكر الانسانى " . و فيه يقسم القول
الى فصلين . الأول " بعض وجوه اعجازه " ( ص
20 ) . و سبب اختيار الله لأعجاز القرآن معجزة له أن "
العرب كانت مفطورة على حب البلاغة و الأدب و الشعر و الخطابة
... جاء القرآن الكريم أفصح منها فيما هى قوية به "
( ص 27 ) – فهل فاقت العرب ، أم سبقت اليونان و الرومان
، و من قبلهم الهنود و الفرس ، بصناعة الكلام و الفطرة
عليه ؟ فمناسبة الاعجاز معجزة ليست العلة القائمة . فما
" اقتضت حكمة الله أن تكون معجزته من جنس ما نبغت
فيه أمته " ( ص 30 ) . فقد كانت المعجزة الحسية "
سنة الأولين " من الأنبياء أجمعين ، بشهادة القرآن
نفسه . و المؤلف يكرر ما قالوه قبله . و إنما فاته ان
القرآن نسخ التحدى بإعجازه عندما أنهى فترة التحدى به
للمشركين – لا لغيرهم – بإعلان " متشابه القرآن "
( آل عمران 7 ) و المتشابه و الاعجاز لا يجتمعان . و بهذا
النسخ لإعجازه لم " يسن نهجا جديدا فى البرهان على
صحته " ( ص 31 ) ، و لم يقبله العرب حجة على صحة
النبوة ، بدليل تحديهم الدائم له بمعجزة مثل الأنبياء
الأولين ( الأنبياء 5 ) ، و امتنعوا عن التصديق حتى تأتيهم
سنة الأولين " ( الكهف 55 ) .
و فى وجه الاعجاز على الاجمال يقول : " و أسلوبه
مخالف لأساليب كلام العرب و مناهج نظمها " . و يستشهد
على ذلك بأقوال الدكتور طه حسين ، و الباقلانى ، و الرافعى
. وفاته وفاتهم أنه أسلوب نظم الكتاب ، كما كان يقرأه
مع أستاذه و ابن عمه ورقة بن نوفل |