الجبال رواسى تثبت الأرض و تمنعها أن تميد بالشر بحسب
قوله : " و ألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم "
( 16 : 15 ) أى " جبالا ثوابت تتحرك بكم " (
الجلالان ) . و المعجز عنده أن السماوات قائمة بغير عمد
تحملها ، و جبال الأرض تمنعها من أن تتحرك : " خلق
السماوات بغير عند ترونها ، و ألقى فى الأرض رواسى أن
تميد بكم " ( 31 : 10 ) . و العلم عنده أن السماء
" سقف " للأرض : " و جعلنا السماء سقفا
" ( 21 : 32 ) أى " سقفا للأرض كالسقف للبيت
" ( الجلالان ) .
و نحن نقول : إن هذه التعابير لغوية بيانية تقول بظواهر الكون كما فهمها أهل
زمانه ، و تشنيع على القرآن إذا أخذ بها بحسب اللغة و مجازها و بيانها . لكن هذا الواقع يمنع أمثال
السيد طبارة من أن يرى معجزات علمية فى بعض أوصاف القرآن الكونية مثل : وحدة الكون و سر الحياة (
الأنبياء 30 ) ، نشأة الكون من دخان ( فصلت 9 – 11 ) ، تمدد الكون و سعته ( الذاريات 47 ) ، تحركات
الشمس و القمر و الكرة الأرضية ( يسن 38 – 40 ) ، وجود أحياء فى السماء ( أى الفضاء الكونى ) (
الشورى 29 ، الاسراء 44 ، و 55 ، مريم 93 ) ، نقص الأوكسجين فى الارتفاعات ( الأنعام 125 ) ، تقسيم
الذرة ( يونس 61 ) ، الزوجية فى كل شىء ( الذاريات 49 ) ، تلقيح السحاب ( النور 43 ، الحجر 22 ) ،
اهتزاز الأرض بسبب المطر ( الحج 5 ، حم السجدة 27 ) ، توازن العناصر الكونية ( الرعد 8 ، الحجر 19 )
، الأمواج الداخلية و السطحية ( النور 40 ) ، عالم الحيوان و الطير " أمم أمثالكم " فهو شبيه بعالم
الانسان ( الانعام 38 ) ، مراحل نمو الجنين ( المؤمنون 12 – 14 ) ، أغشية الجنين فى " ظلمات ثلاث "
( الزمر 6 ) ، مصدر تكون الانسان من " الظهر " ( الاعراف 172 ) ، كيفية تكون الذكر و الأنثى من منى
الرجل وحده الحامل صبغيات ذكرية أو أنثوية ( القيامة 37 – 39 ) ، الحيوان المنوى للانسان يشبه العلق
( العلق 1 و 2 ) ، اختلاف بصمات الانسان ( القيامة 1 – 4 ) . إذا أضفنا اليها العسل الذى " فيه شفاء
للناس " ( النحل 68 – 69 )، فتلك عشرون معجزة علمية للقرآن تشهد بأنه " وحى إلهى " ( ص 44 – 59 ) .
يقول السيد طبارة فيها : " و هذه ( تلقيح السحاب
) مسألة لم يكن شىء منها يخطر ببال بشر قبل هذا العصر
" ( ص 54 ) ، " و هذه الآية ( خلق الانسان من
علق ) معجزة بليغة من معجزات القرآن لم تظهر وقت نزولها
و لا بعده بمئات السنين ، الى ان اكتشف |